القط الأسود
نايف ثامر الكعبي
في تلك الهاجرة من تموز من العام 1995باشرت في دائرتك الجديدة (الاستكشافات النفطية ) في الحبيبية.اغتبطت لهذا المكان لقربه من البيت الصغير الذي تؤجره في العبيدي.وأول ما باشرت عرض لخاطرك .فانبثقت ابتسامة فرح على شفتيك ونبض الشوق أليه في صدرك وقلت في نفسك:- ما عاد لي عذر..صرت قريبا من بيته ويحتم علي الوفاء للصداقة ولزمالة معهد المعاقين لعدة سنوات والذي أحمل له في نفسي أجمل الذكريات..بعد الدوام سأزوره
تساور ذهنك،لحظة تأمل..تستحضر في خاطرك عنوانه ووصيته لك عند التخرج من معهد المعاقين في الوزيرية في العام( 1988).أذ اصطفيته صديقا عزيزا،دون الكثير من طلاب المعهد،منذ أن بدأتما الانتساب الى المعهد.التمس منك وعلى شفتيه ابتسامة غامضة لا تخلو من حزن:- عنواني لا يتوّه..البيت على الشارع العام وعلى مسافة قليلة من مبنى دار المسنين
يمتد بينكما صمت للحظات ثم يزيدك وضوحا:- باب الحوش أبيض،مرسوم عليه قط أسود يتحفز للهجوم
تتذكر جيدا أنكما ضحكتما ،لهذا الرسم الغريب.الذي أثار دهشتك .فسألته:
- ألم تجدوا رسما أجمل من القط الأسود؟
فأجابك ممازحا:- لنخيفك: كه..كه..كه وبعد ضحكته أردف جادا:
- مزاج أخي .هل تتوقع من صديقك المكفوف أن يرسم قطا واسود؟
وكلما تذكرته،تقف ظروف عملك في مصفى الدورة عائقا فتؤجل زيارته.صعبة عليك أن تصعد وتنزل من سيارات الأجرة وأنت تقزل وعصاك تصفع الشارع
يهتف صوت في داخلك يؤنبك:- كأنك تعتب عليه تأمل منه وهو المكفوف أن يأتيك يتخبط في الشوارع وعصاه تصفع الهواء.
ها أنت ذا قد حصلت على سيارة المعاقين منذ عدة سنوات وفي عطلتك تشتغل فيها أجرة.وعند انتهاء دوامك.تضع عكازك على الكرسي وتركن سيارتك في باب داره وتدق الباب.وليس في هذا أية مشقة وحرج وسترى صاحبك،لعله في حاجة اليك
سألت نفسك:- أنك تجهل كل شيء عنه منذ سبع سنوات.أشتغل وحالفه الحظ أم لا؟
- انتهى الدوام الا تخرج؟
تنتبه الى زميلك.تصعد في سيارتك ووجهتك بيته.تسير في سيارتك متلهفا وعيناك على واجهات المباني.ينبثق سؤال في خاطرك يقبض نفسك..ربما أرتحل.باع البيت
صبغ الباب،لكن داره قبالة دار المسنين .وهي نقطة دالة لا أتوه عنها
واتتك فكرة تبتسم لها:- أذا تهت أقصد أحد المساجد القريبة وأنادي من خلال المسجد
- على الشاب المكفوف المدعو عبد الجليل أن يحضر الى المسجد الان
سفه الفكرة،وأطمأن أنه لن يتوه.لم يطل بحثه،فقد رصدت عيناه القط وهو يتحفز للهجوم.استرحت لهذه الفكرة . توهج الفرح في قلبك.تشعر في الشوق يدب في حناياك لصاحبك .تقف في سيارتك.تستند الى عكازك وتنزل.تقف قرب الباب.تشعر بالحرج والتردد في نفسك.لا تعرف أحدا سوى صاحبك..تدق الباب بحذر.يدق قلبك بشدة.تقف لحظات ترهف سمعك.لم يخرج أحد لك.تنتبه الى جرس في الباب.تضع أصبعك عليه هنيهة وتنتظر.تسمع باب أحدى الغرف يفتح (الحمد لله ).يهب عليك هواء بارد منعش
يخفف من وقدة الظهيرة اللاهبة.ينتصب أمامك شاب عريض الصدر مفتول العضل مزهو في قوته .في ملامحه شبه من عبد الجليل (أخوه ).تتوقع أن يحييك بحفاوة.تستند على عكازك لتفرغ يدك لتصافحه،لكنه يخيب ظنك.يقابلك بجفاء و عبوس يثير دهشتك ينظر باحتقار الى قدمك الشوهاء ويسألك بغلظة: - نعم؟
يسرح فكرك.تنكر مقابلته الخالية من اللياقة.تحس بالندم.تقول في نفسك:
- يتصورني شحاذا!!
بلهجة عدائية يسألك:- الجو حار ماذا تريد في هذه الظهيرة؟
تنتبه له.يمتقع وجهك.ترسم على وجهك الأسمر ابتسامة شاحبة:- أنا صديق عبد الجليل
تقلص وجهه باشمئزاز.ودون اهتمام رفع يده:- أدخل وأصعد.عن يمينك غرفته
يدخل غرفته.تتنهد.تتحامل على نفسك وتصعد بمشقة.تقف في باب غرفته.تفتح عينيك وتعقد حاجبيك لما رأيت. الغرفة مسقفة بصفائح الحديد .تراه جالسا وهو غارق في عرقه.تتألم:(كيف يصبر على هذا الحر؟..لو كان لأخيه حيوانا لما جازف وتركه في هذا الأتون ) هذا ما دار في رأسك.بلهفة تدق الباب وتهتف : - عبد الجليل؟
ينهض.يبتسم .تهلل وجه المظلم والغارق في العرق.يخبط الهواء بيديه ويهتف بصوت مرتعش:- محمود
تخفف الجهد عليه وتستقبل يديه الحانيتين وتجلس جنبه.تعرب له عن ألمك.يبدو مستسلما لمصيره المظلم :- أ لم تتوظف؟
يتنهد بحسرة ويهز رأسه نافيا.تتذكر غلظته وجفاءه يدور سؤال في رأسك:
- أخوك ؟
تصعد الدماء الى وجهه الهضيم.يعرف خشونته،لكن..أرجو الا..!!؟
تربت على كتفه تخفف الحرج منه :- بيته؟
- ورثة
تكور قبضتك .يحتدم الغيظ في صدرك.تتساءل في نفسك مستنكرا ظلم هذا الأخ الذي خلا قلبه من الرحمة على ابن والده.لم تتحمل تخشى أن تصطدم بهذا الحيوان.تخرج يصر على أن يمشي معك الى الدرج يوصيك مشفقا :- أنزل على رسلك لئلا...
يشغل ذهنك وضع صديقك تفكر فيه.لابد أن تخرجه من هذا السجن وليعش معك
تشتري له أدوات تأسيس أنابيب الماء .وسيكون له زبائن تتذكر أنه تخرج في المعهد ومن المتقدمين وسيجد حياة جديدة في العمل.في اليوم الثاني.تفاتح أخاه برغبتك في أن يعيش عبد الجليل معك.يوافق بسرور وكأنه تخلص من عبء ثقيل.وعشتما في ألفة ومحبة.ومثلما توقعت صار لعبد الجليل زبائن وبعد السقوط في العام 2003
بأسبوع .ذهبت الى دائرتك فوقفت حائرا مذهولا أذ وجدتها قد محيت من الوجود وسرقت موجوداتها وقسمت حواسم بناياتها ونسبت مؤقتا في أحدى دوائر النفط في الوزيرية بقيت عدة أشهر في تلك الدائرة حتى صدر نقلك الى مصفى بيجي.كان وقع النقل عليك شديدا ،لأنك قلق على صديقك من يعني به؟ وربما يطرده صاحب البيت أنك حائر لا تريد أن تباشر عملك دون أن تجد حلا لصاحبك.قلت في نفسك الأظفر لا يبرأ من اللحم وهو أخوه ثم له حصة في البيت.دققت الباب وقد اختلج قلبك.تخشى من ردة فعل أخيه وصدقت فراستك ولما رآكما واقفين في الباب نظر اليك شزرا
فأسرعت توضح له متوسلا:- نقلت الى بيجي وعبد الجليل ليس له من يعني به
وهو أخوك!!
فأغلق الباب في وجهك بقوة:- خذه الى جهنم ليس لدي من يعني به لست لعبة عندك
وقفت حائرا تعض أصابعك من الغيظ. تتمنى لو كان بك قوة لكسرت العكازة على رأسه..لكن..لكن أنا لله..يشفق عليك صاحبك يربت على كتفك.تحرك سيارتك مسافة قليلة وتقف قرب بناية دائرة المسنين جسمك مضطرب تعجز عن السياقة .. تمر على خاطرك..تفكر بتلك السيدة الجليلة.تتذكر ذلك الموقف جيدا .بعد التغيير بأيام كان لديك
وقود وتشتغل في سيارتك ورأيتها ضحى واقفة في المنصور حائرة مضطربة كلما أشارت لسائق أجرة هز رأسه رافضا.تأثرت لها ودفعتك المروءة الى مساعدتها
وقفت قربها وسألتها :- أين تذهب الأستاذة؟
- الى دار المسنين، قرب الشماعية وأنا مستعدة للأجرة التي تطلبها
تبدي موافقتك .تصعد وتبلغها مكانها وترفض أن تأخذ أجرة منها.تشكرك كثيرا وتقول لك :- أنا مديرة دار المسنبن. أذا احتجت الى زرني ؟
تطفو ابتسامة على شفتيك .تقول مع نفسك بغبطة :- فرجت !!
تقف في باب الدائرة . تنزل ويد صاحبك على كتفك.قلبك يدق بعنف.تخاف الا تجدها لكنك تجدها .فترحب بك . تعود الدماء الى وجهك.عرضت عليها مشكلة صديقك وسردت لها جحود أخيه وتخليه عنه.فوضحت لك:- أنه غير مسن لكي أقبله في الدار،لكن سأنظم له عقد عمل. أنا محتاجة الى اختصاصه.
تهم أن تسألها عن توفير مكان لنومه،لكن يمنعك الحرج.تقرأ في عينيك سؤالا تدرك ما تريد أن تطمئن عليه .فتريحك :- أما بشأن نومه ,فلا تقلق عليه
يرفرف طائر الفرح في صدرك.تلتحق في دائرتك وأنت مطمئن على مصير صديقك
5/3 /2014
نايف ثامر الكعبي
في تلك الهاجرة من تموز من العام 1995باشرت في دائرتك الجديدة (الاستكشافات النفطية ) في الحبيبية.اغتبطت لهذا المكان لقربه من البيت الصغير الذي تؤجره في العبيدي.وأول ما باشرت عرض لخاطرك .فانبثقت ابتسامة فرح على شفتيك ونبض الشوق أليه في صدرك وقلت في نفسك:- ما عاد لي عذر..صرت قريبا من بيته ويحتم علي الوفاء للصداقة ولزمالة معهد المعاقين لعدة سنوات والذي أحمل له في نفسي أجمل الذكريات..بعد الدوام سأزوره
تساور ذهنك،لحظة تأمل..تستحضر في خاطرك عنوانه ووصيته لك عند التخرج من معهد المعاقين في الوزيرية في العام( 1988).أذ اصطفيته صديقا عزيزا،دون الكثير من طلاب المعهد،منذ أن بدأتما الانتساب الى المعهد.التمس منك وعلى شفتيه ابتسامة غامضة لا تخلو من حزن:- عنواني لا يتوّه..البيت على الشارع العام وعلى مسافة قليلة من مبنى دار المسنين
يمتد بينكما صمت للحظات ثم يزيدك وضوحا:- باب الحوش أبيض،مرسوم عليه قط أسود يتحفز للهجوم
تتذكر جيدا أنكما ضحكتما ،لهذا الرسم الغريب.الذي أثار دهشتك .فسألته:
- ألم تجدوا رسما أجمل من القط الأسود؟
فأجابك ممازحا:- لنخيفك: كه..كه..كه وبعد ضحكته أردف جادا:
- مزاج أخي .هل تتوقع من صديقك المكفوف أن يرسم قطا واسود؟
وكلما تذكرته،تقف ظروف عملك في مصفى الدورة عائقا فتؤجل زيارته.صعبة عليك أن تصعد وتنزل من سيارات الأجرة وأنت تقزل وعصاك تصفع الشارع
يهتف صوت في داخلك يؤنبك:- كأنك تعتب عليه تأمل منه وهو المكفوف أن يأتيك يتخبط في الشوارع وعصاه تصفع الهواء.
ها أنت ذا قد حصلت على سيارة المعاقين منذ عدة سنوات وفي عطلتك تشتغل فيها أجرة.وعند انتهاء دوامك.تضع عكازك على الكرسي وتركن سيارتك في باب داره وتدق الباب.وليس في هذا أية مشقة وحرج وسترى صاحبك،لعله في حاجة اليك
سألت نفسك:- أنك تجهل كل شيء عنه منذ سبع سنوات.أشتغل وحالفه الحظ أم لا؟
- انتهى الدوام الا تخرج؟
تنتبه الى زميلك.تصعد في سيارتك ووجهتك بيته.تسير في سيارتك متلهفا وعيناك على واجهات المباني.ينبثق سؤال في خاطرك يقبض نفسك..ربما أرتحل.باع البيت
صبغ الباب،لكن داره قبالة دار المسنين .وهي نقطة دالة لا أتوه عنها
واتتك فكرة تبتسم لها:- أذا تهت أقصد أحد المساجد القريبة وأنادي من خلال المسجد
- على الشاب المكفوف المدعو عبد الجليل أن يحضر الى المسجد الان
سفه الفكرة،وأطمأن أنه لن يتوه.لم يطل بحثه،فقد رصدت عيناه القط وهو يتحفز للهجوم.استرحت لهذه الفكرة . توهج الفرح في قلبك.تشعر في الشوق يدب في حناياك لصاحبك .تقف في سيارتك.تستند الى عكازك وتنزل.تقف قرب الباب.تشعر بالحرج والتردد في نفسك.لا تعرف أحدا سوى صاحبك..تدق الباب بحذر.يدق قلبك بشدة.تقف لحظات ترهف سمعك.لم يخرج أحد لك.تنتبه الى جرس في الباب.تضع أصبعك عليه هنيهة وتنتظر.تسمع باب أحدى الغرف يفتح (الحمد لله ).يهب عليك هواء بارد منعش
يخفف من وقدة الظهيرة اللاهبة.ينتصب أمامك شاب عريض الصدر مفتول العضل مزهو في قوته .في ملامحه شبه من عبد الجليل (أخوه ).تتوقع أن يحييك بحفاوة.تستند على عكازك لتفرغ يدك لتصافحه،لكنه يخيب ظنك.يقابلك بجفاء و عبوس يثير دهشتك ينظر باحتقار الى قدمك الشوهاء ويسألك بغلظة: - نعم؟
يسرح فكرك.تنكر مقابلته الخالية من اللياقة.تحس بالندم.تقول في نفسك:
- يتصورني شحاذا!!
بلهجة عدائية يسألك:- الجو حار ماذا تريد في هذه الظهيرة؟
تنتبه له.يمتقع وجهك.ترسم على وجهك الأسمر ابتسامة شاحبة:- أنا صديق عبد الجليل
تقلص وجهه باشمئزاز.ودون اهتمام رفع يده:- أدخل وأصعد.عن يمينك غرفته
يدخل غرفته.تتنهد.تتحامل على نفسك وتصعد بمشقة.تقف في باب غرفته.تفتح عينيك وتعقد حاجبيك لما رأيت. الغرفة مسقفة بصفائح الحديد .تراه جالسا وهو غارق في عرقه.تتألم:(كيف يصبر على هذا الحر؟..لو كان لأخيه حيوانا لما جازف وتركه في هذا الأتون ) هذا ما دار في رأسك.بلهفة تدق الباب وتهتف : - عبد الجليل؟
ينهض.يبتسم .تهلل وجه المظلم والغارق في العرق.يخبط الهواء بيديه ويهتف بصوت مرتعش:- محمود
تخفف الجهد عليه وتستقبل يديه الحانيتين وتجلس جنبه.تعرب له عن ألمك.يبدو مستسلما لمصيره المظلم :- أ لم تتوظف؟
يتنهد بحسرة ويهز رأسه نافيا.تتذكر غلظته وجفاءه يدور سؤال في رأسك:
- أخوك ؟
تصعد الدماء الى وجهه الهضيم.يعرف خشونته،لكن..أرجو الا..!!؟
تربت على كتفه تخفف الحرج منه :- بيته؟
- ورثة
تكور قبضتك .يحتدم الغيظ في صدرك.تتساءل في نفسك مستنكرا ظلم هذا الأخ الذي خلا قلبه من الرحمة على ابن والده.لم تتحمل تخشى أن تصطدم بهذا الحيوان.تخرج يصر على أن يمشي معك الى الدرج يوصيك مشفقا :- أنزل على رسلك لئلا...
يشغل ذهنك وضع صديقك تفكر فيه.لابد أن تخرجه من هذا السجن وليعش معك
تشتري له أدوات تأسيس أنابيب الماء .وسيكون له زبائن تتذكر أنه تخرج في المعهد ومن المتقدمين وسيجد حياة جديدة في العمل.في اليوم الثاني.تفاتح أخاه برغبتك في أن يعيش عبد الجليل معك.يوافق بسرور وكأنه تخلص من عبء ثقيل.وعشتما في ألفة ومحبة.ومثلما توقعت صار لعبد الجليل زبائن وبعد السقوط في العام 2003
بأسبوع .ذهبت الى دائرتك فوقفت حائرا مذهولا أذ وجدتها قد محيت من الوجود وسرقت موجوداتها وقسمت حواسم بناياتها ونسبت مؤقتا في أحدى دوائر النفط في الوزيرية بقيت عدة أشهر في تلك الدائرة حتى صدر نقلك الى مصفى بيجي.كان وقع النقل عليك شديدا ،لأنك قلق على صديقك من يعني به؟ وربما يطرده صاحب البيت أنك حائر لا تريد أن تباشر عملك دون أن تجد حلا لصاحبك.قلت في نفسك الأظفر لا يبرأ من اللحم وهو أخوه ثم له حصة في البيت.دققت الباب وقد اختلج قلبك.تخشى من ردة فعل أخيه وصدقت فراستك ولما رآكما واقفين في الباب نظر اليك شزرا
فأسرعت توضح له متوسلا:- نقلت الى بيجي وعبد الجليل ليس له من يعني به
وهو أخوك!!
فأغلق الباب في وجهك بقوة:- خذه الى جهنم ليس لدي من يعني به لست لعبة عندك
وقفت حائرا تعض أصابعك من الغيظ. تتمنى لو كان بك قوة لكسرت العكازة على رأسه..لكن..لكن أنا لله..يشفق عليك صاحبك يربت على كتفك.تحرك سيارتك مسافة قليلة وتقف قرب بناية دائرة المسنين جسمك مضطرب تعجز عن السياقة .. تمر على خاطرك..تفكر بتلك السيدة الجليلة.تتذكر ذلك الموقف جيدا .بعد التغيير بأيام كان لديك
وقود وتشتغل في سيارتك ورأيتها ضحى واقفة في المنصور حائرة مضطربة كلما أشارت لسائق أجرة هز رأسه رافضا.تأثرت لها ودفعتك المروءة الى مساعدتها
وقفت قربها وسألتها :- أين تذهب الأستاذة؟
- الى دار المسنين، قرب الشماعية وأنا مستعدة للأجرة التي تطلبها
تبدي موافقتك .تصعد وتبلغها مكانها وترفض أن تأخذ أجرة منها.تشكرك كثيرا وتقول لك :- أنا مديرة دار المسنبن. أذا احتجت الى زرني ؟
تطفو ابتسامة على شفتيك .تقول مع نفسك بغبطة :- فرجت !!
تقف في باب الدائرة . تنزل ويد صاحبك على كتفك.قلبك يدق بعنف.تخاف الا تجدها لكنك تجدها .فترحب بك . تعود الدماء الى وجهك.عرضت عليها مشكلة صديقك وسردت لها جحود أخيه وتخليه عنه.فوضحت لك:- أنه غير مسن لكي أقبله في الدار،لكن سأنظم له عقد عمل. أنا محتاجة الى اختصاصه.
تهم أن تسألها عن توفير مكان لنومه،لكن يمنعك الحرج.تقرأ في عينيك سؤالا تدرك ما تريد أن تطمئن عليه .فتريحك :- أما بشأن نومه ,فلا تقلق عليه
يرفرف طائر الفرح في صدرك.تلتحق في دائرتك وأنت مطمئن على مصير صديقك
5/3 /2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.