جريدة رواد الغد الثقافيه رئيسا مجلس الادارة الاستاذه نداء الرؤح الاستاذ علاء العجمي

السبت، 30 يوليو 2016

اطفال الجنة بقلم القاصه مى عادل



هل يمكن أن ننظر إلى الفقر والتعاسة نظرة إيجابية ملهمة؟!

هذه حكاية طفلين من أسرة فقيرة تعيش في إحدى القرى البعيدة عن العاصمة طهران، هما "علي" و"زهرة"، لا يملك والدهما نظرا إلى ظروفه المعيشية الصعبة، وأمانته في عمله ثمن حذاء جديد، بدلا عن الحذاء القديم الذي أضاعه الولد "علي" من أخته، ولأن الطفلين يدركان معاناة والدهما، يتعاونان معا في الخروج من هذه الأزمة، وذلك من خلال تبادل الحذاء الخاص به، حيث تذهب أخته بالحذاء إلى المدرسة صباحا، ثم تعطيه لأخيها في طريقه إلى مدرسته في الظهيرة، وتحدث بعض المواقف بينما يتبادلان الحذاء، حتى يشترك أخوها في مسابقة للجري لمسافات طويلة (حيث اكتشف أنه يجري بسرعة في كل يوم حتى يتمكن من اللحاق بموعد المدرسة)، ولأنه وجد أن الفائز بالمركز الثالث سيحصل على جائزة حذاء رياضي، وعلى الرغم من أنه يتمكن من الحصول على المركز الأول في المسابقة، لكن خيبة الأمل تظل بادية عليه، لأنه لم يتمكن من الحصول على الحذاء!

رغم بساطه  القصة، وبتفاصيلها الشاعرية، شديدة التأثير، إذ تعكس واقع هؤلاء الفقراء الحريصين رغم كل ما هم فيه من فقر على إضفاء شيء من البهجة والسعادة إلى أنفسهم حتى في أشد لحظات ضيقهم، بعد أن ضاق الحال بوالد الطفل "علي" يذهب إلى العاصمة، حيث المباني الفخمة والفيلات التي يحتاج أصحابها إلى الخدم والعمال، يبدو الأب مترددا في طلب العمل، ولكن ابنه يبادر إلى التعريف بنفسه وبوالده بأنه يمكنه العمل كبستاني يرعى الأشجار وما إلى ذلك، وبعد عدد من المحاولات ينجح الطفل "علي" بمحادثته مع أحد أبناء صاحب إحدى تلك الفيلات في أن يعمل والده عندهم طوال اليوم لأن الصبي كان يريد من يلعب معه أيضا، فيلعب الطفل "علي" مع ابن صاحب المنزل، فيما والده يعمل ويحصل على أجرة كبيرة تجعله فرحا يكاد يطير من فرحه بهذه الأموال، ويحدث ابنه بأنه يمكنه أن يشتري كل ما يرغبون فيه، بل بإمكانه أن يشتري لهم كل ما يحتاجون إليه، فيبادره "علي" (الذي ما تزال مشكلة حذاء أخته تؤرقه) بأن يشتري حذاءً لأخته "زهرة" فيرد عليه بأن هذا أمرًا بسيطًا، ولكن الحلم لا يلبث أن يتحطم، فيسقط الرجل وابنه من الدراجة وتضيع الأموال التي كان قد حصل عليها!

 تكتشف البنت "زهرة" أن حذاءها الذي كان قد أضاعه أخوها (وهو وردي اللون) تلبسه إحدى الفتيات في مدرستها، فتصر على أن تراقبها بعد المدرسة لتعرف أين تسكن، ثم تخبر أخاها بالأمر، فيذهبان إلى منزل البنت وكلهما إصرار بالتأكيد على استعادة ذلك الحذاء الضائع، ولكنهما يفاجآن بأن والد هذه الفتاة كفيف، يخرج للعمل أمامهما، فيشفقان على حالها ويتراجعان عما انتويا فعله!

لم يحصل "علي" رغم كل محاولاته تلك على حذاءٍ لأخته، وحاول الوالد أن يعمل في العاصمة ليجلب لهما المزيد من المال، ولكنه عاد مجروحًا وضاعت نقوده، ولكنهم لم ييأسوا ولم يحبطوا، ولم يتذمروا على حياتهم.

فقدت البنت "زهرة" حذاءها منذ البداية، فأخذت تفكر مع أخيها في الطريقة التي يمكنهما أن يتصرفا بها، دون أن يسببا المتاعب لوالدهما، وتسبب ذلك في الكثير من الضيق والحرج والمواقف السخيفة لها ولأخيها، كانت البنت تقابل ذلك كله بابتسامة، ويقابله الولد "علي" بإصراره وتحدٍ للظروف مهما كانت صعبة..

استمر كل واحدٍ منهما في أداء دوره، بل وبذل كل منهما مجهوده ليحصل على ما يريد، لم يصل إليه، لكنه ما زال يحلم،  وهكذا تدور بنا وبهم الحياة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.