جديد وحصري
13/12/2016
لأنك طفلي الوحيد
13/12/2016
لأنك طفلي الوحيد
في إحدى ليالي الشتاء الباردة أجلس وحيدة بحجرتي كالعادة ،ﻻ أحب الضوء المبهر يكفيني ضوء خافت يتناغم مع أنغام الموسيقى الهادئة التي أحبها مع طقطقة الخشب بالمدفأة هذه اﻷصوات وحدها من يؤنس وحدتي فهذا المنزل خالي من أصوات اﻷطفال أو عبثهم باﻷثاث ﻷنني لم أنجب طفل فأصبح هو كل أطفالي بل كل حياتي يعبث بمشاعري ليسود الضجيج روحي تتردد رنات ضحكاته بأرجاء المنزل حين يعود فيتحول الهدوء لصخب والظﻻم لنور حتى الموسيقى تتحول لموسيقى راقصة يجذبني إليه ليراقصني مرددا أجمل كلمات الغزل ليدغدغ بيها مشاعري التي أنتظرت عودته لتستسلم رأسي لكتفه ﻷسقط عليها أحزاني وآﻻم وحدتي ويمحي بجنونه عقلي ونتعامل كاﻷطفال ،كلما استبد بي الشوق لصوته اتصلت على هاتفه فإن كان مشغول يغلق الخط وإن أوتيحت له الفرصة ليرد يسمعني أجمل الكلمات ويعدني بالعودة للمنزل بأسرع وقت فمرور ثﻻث سنوات على زواجنا لم تخمد تلك النار المشتعلة بقلوبنا ،أنظر إلى الساعة التي يجب أن يتغير أسمها لسلحفاة فالعقرب مصاب بالخمول والنعاس فﻻ يستطيع الحراك انظر إليها وعيناي مصلوبتان تتوسلان لها أن تتحرك فقد مللت الإنتظار والساعة مازالت الثامنةو موعد عودته العاشرة وبدون تفكير مددت يدي نحو الهاتف لعله يرد وفجأة فتح فانتفض قلبي وقلت حبيبي ولكن على الجانب الآخر هناك صوت إمرأة تقول له خائفة فيهدئ من روعها ويقول لا تخافي فأنا معك اشتعلت النار برأسي وأصبحت كلي آذان صاغية اتلهف لسماع الحديث عاد يتكلم ويقول ارفعي قدمك ببطأ واضغطي بقدمك الأخرى على البنزين إذن هو يعلمها القيادة ولكن من تلك الفتاة ؟ثارت غيرتي ولكني مازلت مصغية كالذئب يتحين الفرصة لاقتناص الفريسة ،عاد يتكلم ويعطيها تعليمات القيادة والفتاة لا تنطق سوى بكلمة خائفة وهو يقول لا داعي للخوف القيادة شئ سهل ،انتبهي،انظري امامك،خففي السرعة ،انصت بقلب يحترق وظنون لراسي تخترق يخونني ابعد كل هذا الحب يخونني سأواجهه واعيد عليه كلماته وكلماتها لن أعيش معه ثانية سأترك له المنزل وأعود لمنزل والدي ، لماذا يخونني وانا لم احب سواه طوال عمري ،وسط هذا الصراع الدائر برأسي والاختناق بصدري ودقات قلبي المتلاحقة ودموعي المنهمرة واستراق سمعي سمعت صوت رجل ينطق لم انتبه لكلماته في البداية ولكني انصت لاسمعه يقول أشكرك يا استاذ عماد لم استطع يوما ان اعلمها القيادة لكنك استطعت ان تجعل من القيادة امر هين ،أنفرجت أساريري رغم السيول الممطرة بعيني وأنا اسمع رد حبيبي-شكرا حضرة المدير أنا تحت أمرك وأمر كريمتك الآن أنا أمام منزلي تفضلوا لتناول العشاء معنا -شكرا يا إبني أتمنى أن تحضر زوجتك لعرس ابنتي الخميس القادم -أتمنى أن تحضر يا معلمي وشكرا ﻷنك احتملت خوفي-أنا تحت أمر حضرتك أترككم في رعاية الله،سمعت صوت باب السيارة فخرجت للشباك لأرى زوجي ينظر لأعلى ممسكا بالهاتف ويقول سمعت يا حبيبتي سبب تأخيري فتحت لك الخط حتى تكوني معنا وانا اعلم ابنة المدير القيادة،ها ماذا اعددت للعشاء،ابتسمت وقلت له أعددت لك كل ماتحب يا حبيب قلبي اصعد بسرعةوفجاة توقفت الظنون وهدأ القلب حين عاد طفلي لبيته
النهاية
دلال احمد الدلال
النهاية
دلال احمد الدلال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.