جريدة رواد الغد الثقافيه رئيسا مجلس الادارة الاستاذه نداء الرؤح الاستاذ علاء العجمي

الجمعة، 23 ديسمبر 2016

دعاء رفع الله به بلاء ....ا.د/ محمد موسى

    القصة القصيرة    
  دعاء رفع الله به بلاء  
  إشتهر بين زملائه في العمل وبين جيرانه في السكن ، بأنه طيب المعشر كريم الخلق ، لا يقصده أحداً في شئٍ إلا وجد عِندهُ مقصِده ، وظلت أيامه تتنقل من خير الي خير ، حتى شعر في يوم من الأيام أنه مريض ولزمَ الفراش وجاءه الطبيب ، وهو كذلك له صديق قال: له أنه يشك في أمر لا يحسم إلا بإجراء التحاليل ، وتم فعلاً عمل العديد من التحاليل وحملها الى طبيبه ، الذي هو في الوقت نفسه صديقه ، لذلك هو يثق فيه ، وعندما أخبره طبيبه أن التحليل تقول أنه مريض بالسرطان منذ سنوات ودون أن يدري ، والمرض فى حالة متقدمة مما يتطلب سرعة إجراء عملية جراحية غاية فى الخطورة ، ونصح له إجرائها فى أكبر مستشفيات إنجلترا ( لندن كلينك ) ، حيث كان يعمل من قبل فيها ، وفعلاً ذهب الى هناك ، وبعد تحاليل دقيقة ، تطابقت مع التحاليل التي أجراها في بلده ، أخبرته المستشفى بخطورة الحالة ، وأن نجاح العملية نسبته لا تزيد عن 10% ، وهنا تذكر أن بعض أصدقائه ترك عنده أمانات فطلب من المستشفى الرجوع الى مصر لرد أمانات عنده ، فقد يلاقى ربه ولا تنجح العملية ، وأخذ بعض الأدوية كمسكنات على أن يعود بعد اسابيع قليلة ، ورجع الى مصر وذهب الى بلدته في محافظة الدقهلية ، لرد ما للناس عنده ، وهناك وجد شيئا غربياً ، عند محل جزارة إمرأة عجوز تغالب الققط على ما يلقيه الجزار من بقايا تنظيف اللحم ، وأقترب منها وسألها عن حالها ، أخبرته أن إبنها قد مات ، وترك ثلاث من البنات ، ثم ماتت بعده بقليل أمهم ، فأخذتهم فى غرفتى التي أعيش فيها تحت سلم إحد البيوت ، وهن لم يأكلن اللحم من شهور طوال ، وليس عندى من المال ما أحضر لهم به لحم ، لهن فقمت بما ترى ، فأخذها الى الجزار ، وأعطاه ثمن لحم تأخذ منه كل يوم كيلو لمدة سنه ، وأخبرها أنه ذاهب لإجراء عملية خطيرة ، لذلك ضمن لها لحماً لمدة سنه ، وإذا منْ الله عليه بالشفاء وعاد ‘ فسوف يتولى أمرها وأمرها البنات ، وسوف يحضر لها سكناً صحياً لها وللبنات إن شاء الله ، فرحت مما قال ، دعت له المرأة دعاءً أن يمنحه الله الصحة ، ويعود سالماً غانماً جزاء له على معروفه في أيتام لا يعرفهم ، ثم تركها وأعدَ نفسه للرجوع الى المستشفى فى لندن لإجراء العملية ، ولما إجريت له التحاليل قبل العملية ، لتحضيره لها ، فوجىء الأطباء أن السرطان قد إختفى من جسده ، أعادوا التحاليل مرات عديدة ، فكانت النتيجة فى كل مرة سلبية ، مما دفع الأطباء لسؤله أي دواء أخذته في بلدك قبل الحضور الينا هذه المرة ، قال أنا لم أأخذ شئ إلا ما كتب لي من مسكنات ، تعجب الأطباء ، ثم إخبرأن كل التحاليل تقول أنه أنه سليم 100% ، مما أصبحت معه العملية غير ضرورية ، فعاد الى بلدته يبحث عن تلك المرأة التى دعت له ليكافئها ، وسأل عنها الجزار ، فقال له بعد أن أعطيتني ثمن لحماً لمدة عام ، لم تأتي هي بعدها لتأخذ اللحم ، سأله عنها وأين تقيم ، قال لا أعرف ولكن رأيتها مع إمرأة تسكن بجانب المحل ، طلب منه أن يدله عليها ، فذهب به الي هذه المرأة ، فأخبرته أنها ماتت ، فسأل عن البنات فقيل له أخذتهم سيدة في البيت التي كانت حجرتها فيه ، ذهب الي السيدة وأخبرها أنه متكفل بهولاء البنات ، وطلبت منه تركهن عندها ، فهي وحيدة وليس معها أحد ، وافق على أن يرسل لهن كل شهر مصاريف ، ويزورهن كلما جاء الي بلدته ، وذهب الي الجزار وطلب منه أن يذهب كل يوم باللحم الي عنوان البنات ، وحمد ربه ، على أنه سوف يسدد الدين للمرأة العجوز التي دعت له بالشفاء ، فستجاب الله لدعائها ، وعاد الي طبيبه وأخبره عن الذى فعله مع تلك المرأة العجوز التي دعت من قلبها له ، والتي تحقق بدعائها له الشفاء ، فقال طبيبه صدقت فإن الدعاء يمنع البلاء ، والذي أرده الله لك بلاء ، رُفع بصدق دعاء هذه العجوز ، فكان هو العلاج .
   ا.د/ محمد موسى
L’image contient peut-être : 1 personne, gros plan

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.