- إن المتأمّل في وضعية المثقفين بعد الثورات الربيع العربي يجدها لا تختلف كثيرا عما قبله فالمثقف الذي ارتدى الآن عباءة المعارضة وسكن شاشات التلفزة ليطل علينا صباحا مساء يناقش ويحاور في الشيء ونقيضه لا نفهم له مبدأ ولا خلفية ولا مرجعية يقول همه المواطن ويساند سياسة الاحتكار وغلاء الأسعار والتهرب الضريبي لأثرياء القوم
- مجتمعاتنا يا سادة لن تنهض للأسف بأمثال هؤلاء لأنهم أصحاب أقلام مأجورة أو مرتزقة تكتب بثمن فهو لا يبحث في مجتمعه عن النهضة والحداثة وانتشال العامة من الجهل والفقر بقدر ما يبحث عن حضن دافىء لرجل أعمال يبيض له صفحته بقلمه أو حزب يبحث له عن مبررات لفشله وسوء سياسته
- طبعا هذا الحكم لا ينطبق على الكل وإن كان البعض من أصحاب الأقلام الهادفة قد انزوى بمبادئه والتزم الصمت وأصبح لا دور له في حياة المجتمع على اختلافها ، سياسية ، اجتماعية وثقافية فالأمر هنا سيان فالظالم والساكت عن الحقّ ظالم أيضا
- تردِّى وضع الثقافة قد تأتى من سقوط مثقفيها في مستنقع الجهالة حيث يكتبون ما لا يؤمنون به ، يساعدون بسلوكياتهم في تفشي الظواهر السلبية وتردي الأخلاق العامة تحت مسميات الحرية والثقافة والتطور والحداثة
- فحين نرى مثقفا في وضع لا يمت للأدب بصلة أو حين نرى مثقف لا يدين ظاهرة سلبية يعيشها ولا ينكرها هل هذا مثقف يخدم ثقافته ؟!، لا اعتقد ذلك ..
- ولأن الكلام كثير والشواهد في هذا الباب أكثر ويعلمها الخاصة والعامة أقول في الختام
- نحن دول عوضا أن يأخذ مثقفيها بيد العوام والجهلة ويقودون بإدراك ووعي حركة تنوير للعقول نرى أن المثقفين قد سقطوا في وحل الظلمة وجهل العوام
- فانتشرت الفوضى واختلطت المفاهيم وأصبح سيرنا للخلف لا إلى الأمام .
- فلك الله أيتها الثقافة ولك الله أيها الوطن ....
- بقلم .. منيرة الغانمي ـ تونس
الأحد، 20 نوفمبر 2016
حين يسقط المثقف .. بقلم الأديبة : منيرة الغانمي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.