قصة قصيرة ( سذاجة ) ..
كان من طبيعته أنه رجل مسالم , طيب القلب , يبتعد عن أي نوع من المشاكل , لكنه يري الآن أمام أعينه داخل تلك الحافلة جريمة سرقة , وعينيه تقع على السارق يفكر بسرعة ماذا يفعل ؟ هل يصرخ بين الجميع لينكبوا على السارق ضرباً ويأخذوه لقسم الشرطة ؟ ماذا لو هرب منهم ربما ينتقم منه يوماً..! هل يظل صامتاً ؟ لكن سيعيش يوبخه ضميره ليل نهار على فعلته , فجأة الحل الأخير مال على الرجل الذي بجانبه : انظر هناك اللص يضع يده فى جراب ذلك الرجل المسكين ؟
قال الرجل : ولماذا تخبرني بذلك ..؟
قال الرجل طيب القلب حتى تقوم بعمل ضجيج وتفضح أمره ..
قال الرجل ولماذا لا تقوم أنت بفعل ذلك ..؟
قال الرجل طيب القلب وهو مرتبكاً لا يجد رداً له .. نحن الاثنان يمكننا عمل ذلك وننبه الناس لهذا السارق ويتم القبض عليه ..
قال الرجل وماذا لو أخبرتك أنني شريك له ؟.., تراجع طيب القلب وهو في ذهول
يقول: أنا لم أري ولم أسمع شيئاً
قال الرجل وأنا أريد ( محفظتك ) وكل ما معك في صمت ..وفي أول محطة تقترب كان رجلاً آخر يميل على الرجل ذو القلب الطيب لقد رأيت كل شىء لماذا أعطيته محفظتك وكل ما معك..؟
قال الرجل ذو القلب الطيب رأيت كل شىء وبقيت صامتا ً دون فعل أي شيء من أجلي ..؟!
قال الرجل ما بالي إذا كان صاحب الأمر نفسه مسالماً لهذه الدرجة والسذاجة ..
قال الرجل ذو القلب الطيب ماذا يمكنني أن أفعل الآن ..؟
قال الرجل هل يمكنك الصراخ وفعل ضجيج ويتم القبض عليهم قبل هروبهم ..؟
قال الرجل ذو القلب الطيب : ربما يمكنني سأحاول ذلك وهم باستنشاق الهواء قبل أن يميل الرجل ثانياً نسيت أن أقول لك أني زعيم تلك العصابة ..
فصرخ الرجل ذو القلب الطيب في أول محطة يهبط منها اللصوص وهو ينفث زفيره
( مع السلامة يا رفاق ) سنشتاق لكم .
28/3/2016
محمدأبوالنجا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.