شَـنْـشَـنَـةٌ أَعْـرِفـُهَـا مِـنْ أَخْـزَم ( 5 )
جَرَتْ العَادَةُ فِي بِلاَدِنَا أَنَّنَا نُؤْخَذُ بِالأَجْنَبِيِّ مَهْمَا كَانَتْ عَقِيدَتُهُ وَمَهْمَا
كَانَ دِينُهُ وَمَهْمَا كَانَت تَصُرُّفَاتُهُ السُّلُوكِيَّةُ الَّتِي عُرِفَ بِهَا وَاُشْتُهِرَتْ عَنْهُ؛
وَلَيْسَ هَذا مِنْ بَابَةِ العَوَائِدِ الَّتِي تَوَارثنَاهَا؛كَلاَّ؛بَلْ يَرْجِعُ ذلِكَ إِلَى أَمْرَيْنِ؛أَمَّا الأَوَّلُ فَلأَنَّ الأَنْظِمَةَ فِي بِلاَدِنَا قَـد سَخَّرَت الأَجْهِزَةِ الإِعْلاَمِيَّةِ مِنْ أَجْلِ تَشْوِيهِ الفِكْرِ الإِسْلاَمِيِّ الصَّحِيحِ مِنْ جِهَةٍ؛وَمِـنْ جِهَةٍ أُخْرَى أَنَّهُ كَانَ مِنْ سِياسَتِهَا أَنْ تُضَخِّمَ مِـنْ رُمُوزِ المُنَاضِلِينَ الأُورُوبِيِّينَ وَالأَمْرِيكَانِ؛ وَفِي ذلِكَ مَا فِيهِ مِنْ تَمَثـُّلِ الشَّخْصِيَّةِ فِي كُلِّ حَالاَتِهَا؛فَيَنْعَكِسُ ذلِكَ عَلَى سَلْبَاً عَلَى العَقِيدَةِ الدِّينِيَّةِ؛وَتَتَحَوَّلُ الأَخْلاَقُ العَرَبِيَّةُ إِلَى صُورَةٍ أَعْجَمِيَّةٍ لاَ تَزِيدُ بِلاَدَنَا إِلاَّ فَسَادَاً وَحَيْرَةً؛وَأَمَّا الأَمْرُ الثانِي فَيَرْجِعُ إِلَى ضَعْفِ الانْتِمَاءِ إِلَى الفِكْرِ الإِسْلاَمِيِّ ـ أَوْ الفِكْرِ العَرَبِيِّ فِي أَقَلِّ الأُمُـورِ ـ فِي نُفُوسِ الجِيلِ المُعَاصِرِ؛وَتَاللهِ لَوْ آمَنُوا بِمُنَاضِلِي العَرَبِ وَمُجَاهِدِي الإِسْلاَمِ فِي العَصْرِ الحَدِيثِ لَوَضَعُوا الدُّنْيَا تَحْتَ أَقْدَامِهِم فَرَأَيْنَا رِجَالاً حَقِيقِيينَ؛فَصِفَاتُ المُنَاضِلِ الإِسْلاَمِيِّ أَوْ العَرَبِيِّ هِىَ الزُّهْدُ وَالصَّبْرُ وَالعَمَلُ الدَّؤوبُ؛وَمَنْ اجْتَمَعَتْ فِيهِ هَذِهِ الصِّفَاتُ فَهُوَ قَمِينٌ بِالرِّيَادَةِ وَلَوْ كَانَ فِي مُقْتَبَلِ الشَّبَابِ؛وَلَكِنَّهُ جِيلٌ تَرَبَّى عَلَى التَّكَالُبِ عَلَى الدُّنْيَا وَالانْغِمَاسِ فِي الشَّهَوَاتِ؛فَصَارَ يَهْرَبُ مِنْ كَلِمَةِ العَقِيدَةِ وَمِنَ الشَّهَامَةِ العَرَبِيَّةِ الَّتِي لاَ تَقُومُ إِلاَّ بِشُرُوطِهَا هُرُوبَ الدَّاعِرَةِ مِنَ العَسَسِ وَرِجَالِ الأَخْلاَقِ فَأَلْقَوْا بِأَنْفُسِهِم فِي مَتَاهَةِ التَّقْلِيدِ لِرُمُوزِ الأَعَاجِمِ؛لأَنَّ تَقْلِيدَهُم هُـوَ الَّذِي يُسَوِّغُ لَهُم الوُصُولَ إِلَى طُمُوحَاتِهِم الخَبِيثةِ؛وَلَيْتَنَا وَجَدْنَا مَنْ يَقْتَدِي بِجِيفَارَا وَأَمْثالِهِ قَـد جَرَى عَلَى نَفْسِ مِنْوَالِهِ فِي النِّضَالِ وَالدِّفَاعِ عَنِ الإِنْسَانِ؛بَلْ وَجَدْنَا جَمِيعَهُم يَقْتَدِي بِهِ قَوْلاً مِنْ أَجْلِ المُبَاهَاةِ وَحَسْب؛وَرَغْبَةً فِي أَنْ يُحْشَرَ فِي زُمْرَةِ الثوَّارِ وَالمُنَاضِلِينَ؛وَلَوْ تَأَمَّلْتَ لَوَجَدتَهُم مِنْ أَخْبَثِ النَّاسِ وَأَحْقَرِهِم؛فَمَا هُم سِوَى فِئَةٍ مِنَ المُتَعَفِّنِينَ الَّذِين رَفَعُوا شِعَارَ الاقْتِدَاءِ بِمُجَاهِدِي أُورُوبَّا وَأَمِرِيكَا يُرِيدُونَ بِذلِكَ أَنْ يَهْرَبُوا مِنَ التَّشَبُّهِ بِقَادَةِ الإِسْلاَمِ وَالعُرُوبَةِ لأَنَّ ذلِكَ سَيَدْعُوهُم إِلَى لُزُومِ شُرُوطٍ أَخْلاَقِيَّةٍ لاَ تُطِيقُهَا طَبِيعَتُهُم الوَضِيعَةُ؛فَتَرَاهُم فِي التَّصَاوِيرِ الَّتِي يَأَخُذونَهَا لِذوَاتِهِم يَضَعُونَ السِّيجَارَ فِي أَفْوَاهِهِم عَلَى طَرِيقَةِ جِيفَارَا فِي بَعْضِ تَصَاوِيرِهِ؛فَهَذا هُـوَ غَايَةُ مَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ مِنَ التَّشَبُّهِ؛وَلَوْ دَعَوْتَهُم إِلَى الذهَابِ لِحَرْبٍ مِنْ أَجْلِ الذوْدِ عَنْ أَرْضٍ إِسْلاَمِيَّةٍ أَوْ عَرَبِيَّةٍ؛ لَرَأَيْتَهُم يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ المَغَشْيِ عَلَيْهِ مِنَ الفَزَعِ؛فَأَيْنَ هُمْ مِنْ جِيفَارَا الَّذِي كَانَ يُحَارِبُ فِي غَيْرِ أَرْضِهِ وَفِي غَيْرِ بِلاَدِهِ مِنْ أَجْلِ إِيمَانِهِ بِفِكْرَةِ الدِّفَاعِ عَنْ حُقُوقِ الإِنْسَانِ فِي أَيِّ مَكَانٍ مِنَ الأَرْضِ ؟!؛يَا صَدِيقِي وَاللهِ إِنَّ المَرْأَةَ الزَّانِيَةَ أَفْضَلُ عِنْدِي مِنْ هَـؤلاَءِ الَّذِينَ لاَ شَرَفَ لَهُم وَلاَ عقِيدَةَ عِنْدَهُم؛فَرُبَّمَا مَا زَنَت الزَّانِيَةُ وَهِىَ غَيْرُ رَاضِيَةٍ عَنْ سُلُوكِهَا إِلاَّ أَنَّهَا أُجْبِرَت عَلَى ذلِكَ تَحْتَ وَطْأَةِ الحَاجَةِ إِذ غَفَلَ عَنْهَا وَعَنْ أَمْرِهَا مَنْ يُحِيطُونَ بِهَا فِي إِقْلِيمِهَا؛فَانْهَزَمَتْ إِرَادَتُهَا فَخَدَعَهَا الشَّيْطَانُ فَجَرَّهَا لِهَذا المَسْلَكِ؛غَيْرَ أَنَّهَا فِي نِهَايَةِ الأَمْرِ امْرَأَةٌ؛وَكَمْ مِنْ زَانِيَةٍ تَمَرَّغَت فِي أَوْحَالِ الرِّجْسِ مُضْطَرَّةً؛فَلَمَّا ظَهَرَ لَهَا بَابٌ مِنَ النُّورِ فَرَّت إِلَى اللهِ فَتَابَت فَأَنَارَت فَأَضْحَت مِثالاً لِلْخَيْرِ وَالهَدَى وَالجَمَالِ الإِنْسَانِيِّ .
إِذا اشْتَبَكَت دُمُـوعٌ فِي خُـدُودٍ
تَبَيَّنَ مَـنْ بَكَى مِمَّـنْ تَبَاكَى
فَأَمَّـا مَـنْ بَكَى فَيَـذوبُ شَـوْقَـاً
وَيَنْطِقُ بِالـهَـوَى مَـنْ قَـد تَبَاكَـى
كَانَ دِينُهُ وَمَهْمَا كَانَت تَصُرُّفَاتُهُ السُّلُوكِيَّةُ الَّتِي عُرِفَ بِهَا وَاُشْتُهِرَتْ عَنْهُ؛
وَلَيْسَ هَذا مِنْ بَابَةِ العَوَائِدِ الَّتِي تَوَارثنَاهَا؛كَلاَّ؛بَلْ يَرْجِعُ ذلِكَ إِلَى أَمْرَيْنِ؛أَمَّا الأَوَّلُ فَلأَنَّ الأَنْظِمَةَ فِي بِلاَدِنَا قَـد سَخَّرَت الأَجْهِزَةِ الإِعْلاَمِيَّةِ مِنْ أَجْلِ تَشْوِيهِ الفِكْرِ الإِسْلاَمِيِّ الصَّحِيحِ مِنْ جِهَةٍ؛وَمِـنْ جِهَةٍ أُخْرَى أَنَّهُ كَانَ مِنْ سِياسَتِهَا أَنْ تُضَخِّمَ مِـنْ رُمُوزِ المُنَاضِلِينَ الأُورُوبِيِّينَ وَالأَمْرِيكَانِ؛ وَفِي ذلِكَ مَا فِيهِ مِنْ تَمَثـُّلِ الشَّخْصِيَّةِ فِي كُلِّ حَالاَتِهَا؛فَيَنْعَكِسُ ذلِكَ عَلَى سَلْبَاً عَلَى العَقِيدَةِ الدِّينِيَّةِ؛وَتَتَحَوَّلُ الأَخْلاَقُ العَرَبِيَّةُ إِلَى صُورَةٍ أَعْجَمِيَّةٍ لاَ تَزِيدُ بِلاَدَنَا إِلاَّ فَسَادَاً وَحَيْرَةً؛وَأَمَّا الأَمْرُ الثانِي فَيَرْجِعُ إِلَى ضَعْفِ الانْتِمَاءِ إِلَى الفِكْرِ الإِسْلاَمِيِّ ـ أَوْ الفِكْرِ العَرَبِيِّ فِي أَقَلِّ الأُمُـورِ ـ فِي نُفُوسِ الجِيلِ المُعَاصِرِ؛وَتَاللهِ لَوْ آمَنُوا بِمُنَاضِلِي العَرَبِ وَمُجَاهِدِي الإِسْلاَمِ فِي العَصْرِ الحَدِيثِ لَوَضَعُوا الدُّنْيَا تَحْتَ أَقْدَامِهِم فَرَأَيْنَا رِجَالاً حَقِيقِيينَ؛فَصِفَاتُ المُنَاضِلِ الإِسْلاَمِيِّ أَوْ العَرَبِيِّ هِىَ الزُّهْدُ وَالصَّبْرُ وَالعَمَلُ الدَّؤوبُ؛وَمَنْ اجْتَمَعَتْ فِيهِ هَذِهِ الصِّفَاتُ فَهُوَ قَمِينٌ بِالرِّيَادَةِ وَلَوْ كَانَ فِي مُقْتَبَلِ الشَّبَابِ؛وَلَكِنَّهُ جِيلٌ تَرَبَّى عَلَى التَّكَالُبِ عَلَى الدُّنْيَا وَالانْغِمَاسِ فِي الشَّهَوَاتِ؛فَصَارَ يَهْرَبُ مِنْ كَلِمَةِ العَقِيدَةِ وَمِنَ الشَّهَامَةِ العَرَبِيَّةِ الَّتِي لاَ تَقُومُ إِلاَّ بِشُرُوطِهَا هُرُوبَ الدَّاعِرَةِ مِنَ العَسَسِ وَرِجَالِ الأَخْلاَقِ فَأَلْقَوْا بِأَنْفُسِهِم فِي مَتَاهَةِ التَّقْلِيدِ لِرُمُوزِ الأَعَاجِمِ؛لأَنَّ تَقْلِيدَهُم هُـوَ الَّذِي يُسَوِّغُ لَهُم الوُصُولَ إِلَى طُمُوحَاتِهِم الخَبِيثةِ؛وَلَيْتَنَا وَجَدْنَا مَنْ يَقْتَدِي بِجِيفَارَا وَأَمْثالِهِ قَـد جَرَى عَلَى نَفْسِ مِنْوَالِهِ فِي النِّضَالِ وَالدِّفَاعِ عَنِ الإِنْسَانِ؛بَلْ وَجَدْنَا جَمِيعَهُم يَقْتَدِي بِهِ قَوْلاً مِنْ أَجْلِ المُبَاهَاةِ وَحَسْب؛وَرَغْبَةً فِي أَنْ يُحْشَرَ فِي زُمْرَةِ الثوَّارِ وَالمُنَاضِلِينَ؛وَلَوْ تَأَمَّلْتَ لَوَجَدتَهُم مِنْ أَخْبَثِ النَّاسِ وَأَحْقَرِهِم؛فَمَا هُم سِوَى فِئَةٍ مِنَ المُتَعَفِّنِينَ الَّذِين رَفَعُوا شِعَارَ الاقْتِدَاءِ بِمُجَاهِدِي أُورُوبَّا وَأَمِرِيكَا يُرِيدُونَ بِذلِكَ أَنْ يَهْرَبُوا مِنَ التَّشَبُّهِ بِقَادَةِ الإِسْلاَمِ وَالعُرُوبَةِ لأَنَّ ذلِكَ سَيَدْعُوهُم إِلَى لُزُومِ شُرُوطٍ أَخْلاَقِيَّةٍ لاَ تُطِيقُهَا طَبِيعَتُهُم الوَضِيعَةُ؛فَتَرَاهُم فِي التَّصَاوِيرِ الَّتِي يَأَخُذونَهَا لِذوَاتِهِم يَضَعُونَ السِّيجَارَ فِي أَفْوَاهِهِم عَلَى طَرِيقَةِ جِيفَارَا فِي بَعْضِ تَصَاوِيرِهِ؛فَهَذا هُـوَ غَايَةُ مَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ مِنَ التَّشَبُّهِ؛وَلَوْ دَعَوْتَهُم إِلَى الذهَابِ لِحَرْبٍ مِنْ أَجْلِ الذوْدِ عَنْ أَرْضٍ إِسْلاَمِيَّةٍ أَوْ عَرَبِيَّةٍ؛ لَرَأَيْتَهُم يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ المَغَشْيِ عَلَيْهِ مِنَ الفَزَعِ؛فَأَيْنَ هُمْ مِنْ جِيفَارَا الَّذِي كَانَ يُحَارِبُ فِي غَيْرِ أَرْضِهِ وَفِي غَيْرِ بِلاَدِهِ مِنْ أَجْلِ إِيمَانِهِ بِفِكْرَةِ الدِّفَاعِ عَنْ حُقُوقِ الإِنْسَانِ فِي أَيِّ مَكَانٍ مِنَ الأَرْضِ ؟!؛يَا صَدِيقِي وَاللهِ إِنَّ المَرْأَةَ الزَّانِيَةَ أَفْضَلُ عِنْدِي مِنْ هَـؤلاَءِ الَّذِينَ لاَ شَرَفَ لَهُم وَلاَ عقِيدَةَ عِنْدَهُم؛فَرُبَّمَا مَا زَنَت الزَّانِيَةُ وَهِىَ غَيْرُ رَاضِيَةٍ عَنْ سُلُوكِهَا إِلاَّ أَنَّهَا أُجْبِرَت عَلَى ذلِكَ تَحْتَ وَطْأَةِ الحَاجَةِ إِذ غَفَلَ عَنْهَا وَعَنْ أَمْرِهَا مَنْ يُحِيطُونَ بِهَا فِي إِقْلِيمِهَا؛فَانْهَزَمَتْ إِرَادَتُهَا فَخَدَعَهَا الشَّيْطَانُ فَجَرَّهَا لِهَذا المَسْلَكِ؛غَيْرَ أَنَّهَا فِي نِهَايَةِ الأَمْرِ امْرَأَةٌ؛وَكَمْ مِنْ زَانِيَةٍ تَمَرَّغَت فِي أَوْحَالِ الرِّجْسِ مُضْطَرَّةً؛فَلَمَّا ظَهَرَ لَهَا بَابٌ مِنَ النُّورِ فَرَّت إِلَى اللهِ فَتَابَت فَأَنَارَت فَأَضْحَت مِثالاً لِلْخَيْرِ وَالهَدَى وَالجَمَالِ الإِنْسَانِيِّ .
إِذا اشْتَبَكَت دُمُـوعٌ فِي خُـدُودٍ
تَبَيَّنَ مَـنْ بَكَى مِمَّـنْ تَبَاكَى
فَأَمَّـا مَـنْ بَكَى فَيَـذوبُ شَـوْقَـاً
وَيَنْطِقُ بِالـهَـوَى مَـنْ قَـد تَبَاكَـى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.