- فتحت الكيجيجي بحثا عن وظيفة ... أي وظيفة ...وماهي إلا ساعات حتى كانت ببيت السيد الذي يبحث عن مرافقة لزوجته المريضة و رعاية أطفاله ...كان البيت رائعا غرف واسعة أثاث عصري , حديقة غناء ...أين هي من كل هذا هي فتاة الملجيء التي عافها أبوها و ا ستكثر حتى منحها اسمه ،هي التي ماتت أمها بسرطان الدماغ و لم تترك لها إلا ألبوم صور /صورها مع أمها و مع أختها التي لاتعلم عنها شيئا بعد أن أخدها أبوها لإيطالي الغني للعيش معه عندما شارفت أمهما على الموت/ .. آه كم كان ألمها بحجم الكون فراق أم و أخت والبقاء وحيدة , هي التي لا تعرف لها أبا كان لها ملجأ الأيتام مآلا ...
- استفاقت من ذهولها على صوت الرجل: تفضلي يا آنسة ،هاهي زوجتي إنها أصيبت باكتآب حاد بعد علمها بإصا بتها بسرطان الدماغ ..
- قالت : مسكينة مرض عديم الرحمة أمي أيضا ماتت به .
- قال : جيد إذن فأنت خبيرة بالتعامل مع هذا النوع من المرضى ... أرادت أن تشرح له أن أمها ماتت وهي صغيرة لكن لم َ كل ذلك ؟؟لا يهم ...فأومأت :أجل ياسيدي لاتقلق ..
- قال : إضافة إلى نظافة و تغدية زوجتي ، أنت مسؤولة عن دوائها و حياتها فقد حاولت
- الانتحارمرتين .
- مضت الأيام وهي تعتني بالمرأة ..محاولة بكل ما أوتيت من أنوثة استمالة الرجل علها تحضى به فهي أحق من تلك المجنونة التي لم تعد تعرف زوجا ولا ولدا ،لكن دون جدوى فالرجل رغم لطفه وكرمه معها كان عاطفيا حجر، حصنا محصنا ... وكلما باءت محاولاتها للتقرب منه بالفشل كلما كبر حقدها على المرأة و مقتها لها ... أي سحر يكبله و أي إكسير سقته؟؟ تأججت الغيرة والحقد في صدرها وامتدت ألسنة لهيبها لما حولها ،أصبحت لاتعطي المرأة الأدوية فكانت حالتها تسوء يوما عن يوم.
- كم استغربت وقتلها الفضول لمعرفة ما بداخل الصندوق الذي تحتضنه مريضتها ليل نهار ، فرغم زهدها في كل شيء ، أكل ،زينة .... إلا ذلك الصندوق ...فهو لا يفارق حضنها.
- وذات الليالي و عندما استغرقت المريضة في النوم ذهبت و حاولت أخد الصندوق منها ...فبدأت الأخرى تصرخ و تشد الصندوق كالذئبة المدافعة عن أولادها .... فهرع الزوج من غرفة المكتب و حاول تهدئة زوجته ثم التفت إليها قائلا : ألم أقل لك لا تقتربي الصندوق فهو كنزها و أعز ما تملك ؟؟
- قالت : إنها خطيرة لقد خدشتني لمَ لاتضعها في مستشفى خاص وترتاح من جنونها؟؟
- حدجها بنظرة استنكار وقال : تعملين مرافقة مرضى و مسنين و تقولين كلاما قاسيا كهذا؟؟
- احمر وجهها الأحمر خلقة , فواصل : هذه المرأة أخدتي من الشارع مهاجر غير شرعي منحتني الوثائق و الحب و كانت خير الزوجة و الرفيقة ...منحتي ثروتها بكل ثقة لأعمل مشاريعي ،أنجبت لي ثلاث ملائكة كانت لهم خير الأم و المربية ... و اليوم وهي ضعيفة و أحوج ما تكون لي و لأولادها أرميها.
- يأست و أحبطت أحلامها فلا فائدة من ملاحقته ..لكن سرعان ما أنقدها الشيطان من يأسها ، وماذا لو ماتت ،فلربما حينها سيلتفت لها خصوصا و أن الأولاد تعلقوا بها و ألفوها، ثم ماذا يحوي ذلك الصندوق ؟؟ أكيد, أكيد مجوهرات ثمينة و ربما بطاقات اءتمان و ...، و ما الصعوبة ؟؟ لاشيء . جرعة أدوية زائدة وينتهي الأمر و تقيد الحادثة انتحارا ...
- ت
- هوت اليد النحيلة مطلقة صراح الصندوق رغما عنها , اصطدم الصندوق على الأرض صارخا من الألم أو ربما حزنا على صاحبته ،فتناثرت أحشاؤه الثمينة على السجادة ....صور ... صو ...صور لم يكن الكنز إلا صورا طبق الأصل عن الصور التي تحتفظ بها هي أيضا لذكرى أم راحلة و أخت ضائعة ......
السبت، 1 أكتوبر 2016
ألبوم صور .. بقلم : الأديبة حسيبة طاهر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.