- بقلم ، محمد حمودة
- ..
- أخبروا أمي
- أن الساقية التي تُشرِب أعضائي أصابها العُقم
- والتواء في غصن الزيتونِ ، أرهق الزيت في عظمي .
- لم تعد السنبلة وليدة بشرتي السوداء ، لقد أقحمت الشمسُ
- أنفها في تربتي ، استوائية، ضارة .. حارة
- صحراء ما عجت بأرضي
- وأتلفت حقولي ..
- ..
- أخبروا أمي أنْ كِتابَ الشِعرَ الذي خَبأتهُ في شَعري
- صُلب بالسماءِ قبل أن تمطر
- لم تنبت حروفه في رأسي
- ولا حتى أعارت اللغة عِتابً على أني وليدها
- أخبروها .. أن اللغة
- عاقة لم ترضعني من ثديها الورقي كلمات ..
- لم أجد حصادها يوماً
- لم أكن فلاحَ شِعرا
- ..
- أخبروا أمي أني الذكر الوحيد
- الذي فقد رئته في الصباح
- حين أنشدت بلادي بِلادي
- فكان العَلمُ وضع مكان رئتي
- أصبحت المنصة خاوية
- أصبحت بلا وطن
- بلا أرض أو شمس
- لتغادر السماء
- وتتركني عارياً من أنفاسي
- ..
- أخبروها .. أخبروها فقط ..
- أني رجلا حربٍ هرع
- ليحافظ على الرصاصة
- التي ستقتله يوماً
- خبأها في ثدي امرأة عجوز
- لتُعلمه مبادئ الموتِ
- على الساقية العقيمة
- على كتاب الشِعر
- على العلم المنصوب برئتي
- لتعلمني كيف
- ستقتلني الرصاصة
- التي لذت بها فِرارا .
السبت، 21 مايو 2016
اخبروا امي .. بقلم : محمد حمودة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.