جريدة رواد الغد الثقافيه رئيسا مجلس الادارة الاستاذه نداء الرؤح الاستاذ علاء العجمي

السبت، 28 مايو 2016

هذيان الجدران المعتمة...بقلم محمد دحروج..

روايتي الجديدة ... هـذيان الجدران المعتمة
1 ـ إنـه هـنـا
كان يجلس في منتصف الليل يداعب بخياله حكايات من الماضي الذي جاوزه
بعد أن أغلق فـي وجهه كل أبواب احتمالات الإياب ؛ كان يفتح النافذة ليترك هواء
ليل الشتاء يـمـر على ملامح وجهه ويداعب أجفانه وينظر إلى النخيل الذي يقف
على شاطيء النيل فـي هذه المنطقة الهادئة بالقاهرة حيث لا صوت ولا شبح لإنسان
عابر ؛ ربـمـا اغتال سكون الليل نباح كلبٍ ضالٍّ شاردٍ ؛ كان يروق له أن ينظر
إلى الضفة الأخرى من النيل ؛ هناك على الجانب الآخر حيث البيوت العتيقة ومئذنة
عالية ؛ كان هذا المشهد يذكره بـماضيه الراحل هناك فـي شمال مصر ؛ كان كثيراً ما
يستحضر وجـه والده فينظر إليه وكأنه قـد مثل ما بين النيل والسماء ؛ هكذا ما خاطبه
في نفسه وسرِّه : أرأيت كيف صرنا ؟!؛ أنت هناك ترقـد في سلام في مقبرة البلدة ؛
وأنا هنا لا أدري ما هو الذي يجيء في الصباح ؛ هل تظن أني أعود إلى موطني ذات
يوم ؟! ؛ لا !؛ إني أعلم أني أموت في بلاد بعيدة ؛ ولكنك ستبقى هنا في ضميري ....
وربـمـا تذكر شقيقه الصغير ؛ كان يـحُنُّ له ؛ كان يتذكر كيف نشأ سويَّاً هناك في
قرية التل ؛ وكيف ودَّعه يوم ودَّعه حينما أجبرته الحياة على ذلك ؛ كان أحياناً
يشعر بأنه ربـما مات فجأةً أو فـي وقت قريب ؛ لـم يكـن يهـاب المـوت ؛ ولكنه كان
يؤمن أنَّ نهاية شقيقه الصغير ستكون مع قيام هذا الحدث ؛ فكان يشعـر بأنه يريد الحياة
.... ثـمَّ يغلق النافذة سريعاً وكأنه يطرد هذه الأفكار ؛ فإذا وجد الحزن ما يزال ساكناً
بنفسه بادر إلى مهاتفة حبيبته ؛ وحبيبته هى الفتاة التي تكون مستيقظة في هذا الوقت ؛
فإذا أذن الفجر وذهبت بواعث أشجانه ؛ أغلق هاتفه ؛ وألقى بحبيبته هذه في بحر
النسيان ؛ وحاول أن يتناسى كل ما كان !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.