قصيدة شعرية رقم88
متى سيرقص المواطن للعدالة
يا زائرا مقبرة حيي ودربي
قل لأمي وأبي
ثرى ما كان ذنبي
أن أكون في بلدي كالمغترب
فمن بعدكم ضاع إسمي ولقبي
وبحلقي شوك ثابت ومنتصب
كلما تقدمت عدت أعقابي
قل لهما بحق ربي
أن فقدانكما هو أولى كربي
وان سر حزني وغضبي
هو ظلم بادي وأبدي
وسوء تدبير لشياطين أحزاب
فيا بلادي لا تستغرب
لا تتفاجئي إن أنجبت
شبابا لا يعجب
فإن كان للهاوية ميالا
فهناك من سبب
عفوا فأنا لا أطاطئ رأسي
لأي كان عجمي أو عربي
لا انحني إلا لكتبي
ولا اجلس القرفصاء على ركبي
فما املك من فكر وأدبي
هما ثروتي وذهبي
لا لا بل هما
سر تعاستي وعذابي
جعلت مني يا بلدي طالبا
ثم أجهضت مطلبي
عاملا كعبد بلا مكسب
راقصا على وثر
مشتعلا بلا حطب
دون نغم دون طرب
باجرة لا تكفي قوتي ولا مطلب
جعلت من فرحي ودلالي
حقا مسلوبا ومغتصب
وكل بصيص أمل تطمسينه
وعني تحجبي
قل لهما آسفة
إن تركت الفرصة للأرباب
أن يدنسوا هامتي وانتصابي
إن جعلني الزمان بين الأنياب
تلوكني تعتصرني كمضغة دون أسباب
إن جعلوا حبي لبلادي وترابي
ظلاما وقضوا على تعلقي وإعجابي
إن أزاحوني من عقر محرابي
إن بعثروا جميع كتبي
ومزقوا جسدي وجلبابي
فيا شمس أشرقي لا تغب
ويا سماء أرجوك لا تتقلب
لا ترتعب لا تهاب
فقد تعودنا كثرة الإطناب والخطب
ويا مواطنة لا تنوح لا تندب
لك الله في هذا المصاب
يا أناملي لا تضطرب
لا تتوقف واكتبي
اجعلي معانيك واضحة لا تحجبي
ومن الطبقات الكادحة اقتربي
وإياك أن تجامل وتكذب
عيشي على أمل وترقبي
لكن لا تطمح في تغيير ايجابي
أو ترقية أو منصب
ما دام كل الأحزاب
يتمادون في النهب
والتماطل واللعب
فمتى يحتفل المواطن بعدالة شعب
دون أن ينهش من قبل كلاب وذئب
كأننا وسط الغاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.