سمة الصباح
الرسالة
ابني الغالي
كبرت واعتليت المجد شموخا واقبلت على الحياة مبتسما قادرا على الدنيا في الوقت الذي يلوح الموت على سمائي بعد ان هزمني الداء فشاخت حياتي بعمر كنت اركض لتلبية حاجياتك
ولدي اريدك أن تنظر إلي بعين الرأفة وان لا تخجل من تلعثم الحروف وبطئ الكلمات وضعف الذاكرة وغياب بعض المعاني فأنا يابني كنت امتلك قوة الكلام وجمال الألغاظ ولكن الزمن قد ورثني النسيان فاصبر على مطالبي فأنا اليوم بأمس الجاجة الى مساعدتك وتذكر حين كنت أنهض من النوم لاطعامك وبسمتي على ثغري تدعولك بطول العمر وأنا اجري خلفك خوفا عليك من السقوط فأن رأيت قدمي لا تساعدني على النهوض فكن ساقا ويدا تحنو وتساعد ني في ايام مرضي وتذكر كيف كنت انتظر لسانك وهو يتلاعب بالكلمات لألبي أوامرك بفرح وسعادة فأنا يا ولدي أعرف ما أريد فلا تكن قاسيا لرغبات قد اصبحت بالية في زمنك فحين كنت تحبو في شبابي كنت أزرع فيك مقاييس العمر فخذ بيدي وعلمني ما تعلمته في حاضرك الفتي واعلم بأنني حين اناديك فأني انادي حبي الاوحد فاليوم انا بحاجة الى حبك ودفء عاطفتك ولا تمل من صحبتي التي تنثر الهم لانني اقف على اعتاب الموت فكن معي حين اموت كما كنت معك حين ولدت وعندما تتذكر شيئا من احطاءي فاعلم بأني كنت ابغي مصلحتك فسعادتي اليوم تكمن بأن اكون معك وتذكر سنوات مرت وانا اعلمك فنون الحياة فلا تحجل ان ارتعشت يدي وسقط الطعام على صدري وفاحت روائح كريهة من ثيابي فتحلى بالصبر وتذكر جمال ملبسك ورائحة ثيابك في صغرك فالدنيا يا ولدي قصيرة والقبر في انتظاري فلا تكن علي في يوم اخاف على نفسي من الموت الذي سيبعد ناظري عن رؤياك
وافضل ما تفعله اليوم بأن تغفر زلاتي وتستر عوراتي غفر الله لك وسترك وانعم عليك بولد يحمل ضعفك بالصبر والحب
صباح الأحسان بالوالدين
المحامية رسمية رفيق طه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.