جريدة رواد الغد الثقافيه رئيسا مجلس الادارة الاستاذه نداء الرؤح الاستاذ علاء العجمي

السبت، 18 نوفمبر 2017

ابني الغالي بقلم المحامية رسمية رفيق طه


سمة الصباح
الرسالة
ابني الغالي
كبرت واعتليت المجد شموخا واقبلت على الحياة مبتسما قادرا على الدنيا في الوقت الذي يلوح الموت على سمائي بعد ان هزمني الداء فشاخت حياتي بعمر كنت اركض لتلبية حاجياتك 
ولدي اريدك أن تنظر إلي بعين الرأفة وان لا تخجل من تلعثم الحروف وبطئ الكلمات وضعف الذاكرة وغياب بعض المعاني فأنا يابني كنت امتلك قوة الكلام وجمال الألغاظ ولكن الزمن قد ورثني النسيان فاصبر على مطالبي فأنا اليوم بأمس الجاجة الى مساعدتك وتذكر حين كنت أنهض من النوم لاطعامك وبسمتي على ثغري تدعولك بطول العمر وأنا اجري خلفك خوفا عليك من السقوط فأن رأيت قدمي لا تساعدني على النهوض فكن ساقا ويدا تحنو وتساعد ني في ايام مرضي وتذكر كيف كنت انتظر لسانك وهو يتلاعب بالكلمات لألبي أوامرك بفرح وسعادة فأنا يا ولدي أعرف ما أريد فلا تكن قاسيا لرغبات قد اصبحت بالية في زمنك فحين كنت تحبو في شبابي كنت أزرع فيك مقاييس العمر فخذ بيدي وعلمني ما تعلمته في حاضرك الفتي واعلم بأنني حين اناديك فأني انادي حبي الاوحد فاليوم انا بحاجة الى حبك ودفء عاطفتك ولا تمل من صحبتي التي تنثر الهم لانني اقف على اعتاب الموت فكن معي حين اموت كما كنت معك حين ولدت وعندما تتذكر شيئا من احطاءي فاعلم بأني كنت ابغي مصلحتك فسعادتي اليوم تكمن بأن اكون معك وتذكر سنوات مرت وانا اعلمك فنون الحياة فلا تحجل ان ارتعشت يدي وسقط الطعام على صدري وفاحت روائح كريهة من ثيابي فتحلى بالصبر وتذكر جمال ملبسك ورائحة ثيابك في صغرك فالدنيا يا ولدي قصيرة والقبر في انتظاري فلا تكن علي في يوم اخاف على نفسي من الموت الذي سيبعد ناظري عن رؤياك
وافضل ما تفعله اليوم بأن تغفر زلاتي وتستر عوراتي غفر الله لك وسترك وانعم عليك بولد يحمل ضعفك بالصبر والحب 
صباح الأحسان بالوالدين
المحامية رسمية رفيق طه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.