جريدة رواد الغد الثقافيه رئيسا مجلس الادارة الاستاذه نداء الرؤح الاستاذ علاء العجمي

الأربعاء، 19 يوليو 2017

قصة قصيرة بقلم /محمد على عاشور


قصة قصيرة بقلم /محمد على عاشور
لحظة الميلاد
نظرت الشجرة المزهرة من عليائها إلى الحجر الراسخ منذ الأزل وقالت له متعجرفة : 
" أنت قابع هاهنا منذ القدم ، وأنا أعانق النسيم وأزداد طولاً ، حتى أن قاطفي أزهاري يقفون على رأسك يي يقطفوها" 
رفع الحجر العتيق رأسه متأملاً ثم ابتسم في سخرية وعاود هدوءه الأزلي وتطلعه فيما حوله . 
لمح من بعيد الشمس تداعبه بأشعتها الدافئة ثم تبتسم وهي تقول :
: لا تحزن ، فهي تتجاهل أن الماء والذي يرويها ينبثق من تحتك ، والزمن يمر من فوقك وأنت باق ، أما هي فقد نمت بسرعة وسيأتي اليوم الذي تفنى فيه . 
نظرت الشجرة المزهرة إلى ربة النور وهي تضحك . 
انتبهوا جميعا بعد سماعهم ضجيجاً في المكان ، ضباعاً مختلفة الأشكال قادمة من اتجاه الغرب، وتعبث في كل شي وهى تتقدم . 
قالت الشجرة للحجر وهي تنظر إلى الشمس في سخرية : 
أنظرها قد جاء قاطفو أزهاري وسيطئون رأسك . 
بعد قليل جاء من الشرق فتيان كثيرون ، عيونهم جمرات ، وخطواتهم راسخة ، آخذون في الاقتراب .
تهلل وجه الحجر وهو يرى الفتية يلتقطون إخوانه الصغار ويقذفون بها الضباع التي تخطفت بعض صغارهم وتحاول أن تخطف من الباقين الأقوياء.
تقلقل الحجر الراسخ في مكانه ، وثار ثورة عارمة ، وتزلزل كيانه ، ثم ما لبث أن انفجر إلى أجزاء، والشجرة المزهرة تضحك ضحكات هستيرية وهي تراه يتحول إلى صخيرات من نار في حجم قبضة اليد ، سرعان ما التقطها الصبية وقذفوا بها الضباع التي فرت هاربة خلف أشجار الغرقد. 
عندها توقفت الشجرة المزهرة عن الضحك .
....................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.