جريدة رواد الغد الثقافيه رئيسا مجلس الادارة الاستاذه نداء الرؤح الاستاذ علاء العجمي

الجمعة، 28 يوليو 2017

حكاية افتراء مريبة بقلم د مثقال القاضي


حكاية افتراء مريبة الحلقة 2
في هذه الحلقة احاول ان ابين عدد من نقاط الضعف في رواية ان الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم اخذ العلم القراني من الراهب بحيرا النصراني لما ذهب مع عمه ابو طالب بتجارة لبلاد سوريا وكان عمره تسعة اعوام و قيل اثنتى عشرة عام حينما راي بحيرا ان غمامة تظل هذا الفتى ولما راه قال لعمه ارجع به اخاف عليه من اليهود فرجع به . الى هنا انتهت الحادثة و ياسادة ويا كرام هل يعقل ان طفلا في عمر رسولنا الحبيب عليه صلوات ربي تعالى ان يحفظ كل الكتب النصارنية في جلسة واحدة او في سويعات ما لكم كيف تحكمون تضحكون على انفسكم ام على الجهلة من البشر عيب عليكم الدس و التزييف في حقائق ربانية و سنبحث بكتبكم حتى يرى الناس كيف حرفت غير الذي نزل على المسيح عيسى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الانتهاء من هذا البحث 
ايها السادة , هناك نفر من اليهود المتصهينين و النصارى المتصهينة وبعض العربان الذين ينادون بالالحاد من دون تبصر وجدوا في هذه كأنها ضالتهم الضائعة الا انها كانت كيدا في نحورهم وطعنا باعماق صدورهم و لا يعرفون كيف الخلاص و الذي يدعي بانه من عشرين سنة كان تاها الى وجد عجوزا صاحب علم كتب هذه المقالة في 2002 وانه و العجوز استطعا فك الشيفرات الربانية بكل سهولة . يا سلام عليه انه لاحول في عقله و اعرج في تفكيره و اضحوكة في علمه . 
ايها الاكارم سانقل لكم من اطل مفعول هذه الكذوبة بالتفصيل حتى نتمكن من فهمها فهما تاما بالعلم و الدليل القاطع لا رجعة فيه لان هناك بعض مهابيل الثفاقة العربية و من يدعون انهم على مقدرة عقلية كبيرة تصدق هذا الهبل لانهم مقصرين في حق دينهم الاسلامي لذا يبررون لك الاباطيل ليقنعوا الناس العاديين ولكن هيهات هيهات ان يقنعوا نملة تسير من جحرها حينما سمعت قرع نعال جنود سليمان وقالت ياايها النمل ارجعوا لبيوتكم خوفا ان يدوسكم سليمان وجنوده سبحان الله الذي اسمع سليمان قولها فتبسم و امر الجنود ان تبتعد عن بيت النمل سبحان الله العظيم ما اعظمك!!
ارايتم كم عظمة الله المعلم للحبيب محمد صلى الله عليه و سلم الان اقرأوا معي ما نقلته بالتفاصيل عن هذه الاكذوبة وكيف احد علماؤنا ابطلها : 
نذكر ما قاله الزرقاني في مناهل العرفان 2/308 حيث قال في معرض الشبه الواردة حول إعجاز القرآن: الشبهة الأولى ودفعها: يقولون إن محمدا صلى الله عليه وسلم لقي بحيرا الراهب فأخذ عنه وتعلم منه وما تلك المعارف التي في القرآن إلا ثمرة هذا الأخذ وذاك التعلم، وندفع هذا أولا بأنها دعوى مجردة من الدليل خالية من التحديد والتعيين، ومثل هذه الدعاوى لا تقبل ما دامت غير مدللة، وإلا فليخبرونا ما الذي سمعه محمد صلى الله عليه وسلم من بحيرا الراهب ومتى كان ذلك وأين كان 
ثانيا: أن التاريخ لا يعرف أكثر من أنه سافر إلى الشام في تجارة مرتين مرة في طفولته ومرة في شبابه، ولم يسافر غير هاتين المرتين، ولم يجاوز سوق بصرى فيهما، ولم يسمع من بحيرا ولا من غيره شيئا من الدين ولم يك أمره سرا هناك بل كان معه شاهد في المرة الأولى وهو عمه أبو طالب، وشاهد في الثانية وهو ميسرة غلام خديجة التي خرج الرسول بتجارتها أيامئذ، وكل ما هنالك أن بحيرا الراهب رأى سحابة تظلله من الشمس فذكر لعمه أن سيكون لهذا الغلام شأن، ثم حذره عليه من اليهود وقد رجع به عمه خوفا عليه ولم يتم رحلته، كذلك روي هذا الحادث من طرق في بعض أسانيدها ضعف ورواية الترمذي ليس فيها اسم بحيرا، وليس في شيء من الروايات أنه سمع من بحيرا أو تلقى منه درسا واحدا أو كلمة واحدة لا في العقائد ولا في العبادات ولا في المعاملات ولا في الأخلاق، فأنى يؤفكون 
ثالثا: أن تلك الروايات التاريخية نفسها تحيل أن يقف هذا الراهب موقف المعلم المرشد لمحمد لأنه بشره أو بشر عمه بنبوته، وليس بمعقول أن يؤمن رجل بهذه البشارة التي يزفها ثم ينصب نفسه أستاذا لصاحبها الذي سيأخذ عن الله ويتلقى عن جبريل ويكون هو أستاذ الأستاذين وهادي الهداة والمرشدين، وإلا كان هذا الراهب متناقضا مع نفسه
رابعا: أن بحيرا الراهب لو كان مصدر هذا الفيض الإسلامي المعجز لكان هو الأحرى بالنبوة والرسالة والانتداب لهذا الأمر العظيم 
خامسها: أنه يستحيل في مجرى العادة أن يتم إنسان على وجه الأرض تعليمه وثقافته، ثم ينضج النضج الخارق للمعهود في ما تعلم وتثقف بحيث يصبح أستاذ العالم كله لمجرد أنه لقي مصادفة واتفاقا راهبا من الرهبان مرتين، على حين أن التلميذ كان في كلتا المرتين مشتغلا عن التعليم بالتجارة وكان أميا لا يعرف القراءة والكتابة، وكان صغيرا تابعا لعمه في المرة الأولى، وكان حاملا لأمانة ثقيلة في عنقه لا بد أن يؤديها كاملة في المرة الثانية، وهي أمانة العمل والإخلاص في مال خديجة وتجارتها
سادسا: أن طبيعة الدين الذي ينتمي إليه الراهب بحيرا تأبى أن تكون مصدرا للقرآن وهداياته، خصوصا بعد أن أصاب ذلك الدين ما أصابه من تغيير وتحريف، وحسبك أدلة على ذلك ما أقمناه من المقارنات السابقة بين تعاليم القرآن وتعاليم غيره، وما قررناه من الوفاء في تعاليم القرآن دون غيره وما أشرنا إليه من أن القرآن قد صور علوم أهل الكتاب في زمانه بأنها الجهالات ثم تصدى لتصحيحها، وصور عقائدهم بأنها الضلالات ثم عمل على تقويمها، وصور أعمالهم بأنها المخازي والمنكرات ثم حض على تركها، فارجع إلى ما أسلفناه ثم تذكر أن فاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه، وأن الخطأ لا يمكن أن يكون مصدرا للصواب، وأن الظلام لا يمكن أن يكون مشرقا للنور
سابعا: أن أصحاب هذه الشبهة من الملاحدة يقولون إن القرآن هو الأثر التاريخي الوحيد الذي يمثل روح عصره أصدق تمثيل، فإذا كانوا صادقين في هذه الكلمة فإننا نحاكمهم في هذه الشبهة إلى القرآن نفسه، وندعوهم أن يقرؤوه ولو مرة واحدة بتعقل ونصفة ليعرفوا منه كيف كانت الأديان وعلماؤها وكتابها في عصره، وليعلموا أنها ما كانت تصلح لأستاذية رشيدة، بل كانت هي في أشد الحاجة إلى أستاذية رشيدة، إنهم إن فعلوا ذلك فسيستريحون ويريحون الناس من هذا الضلال والزيغ ومن ذلك الخبط والخلط، هدانا وهداهم الله فإن الهدى هداه ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور
ثامنا: أن هذه التهمة لو كان لها نصيب من الصحة لفرح بها قومه وقاموا لها وقعدوا، لأنهم كانوا أعرف الناس برسول الله وكانوا أحرص الناس على تبهيته وتكذيبه وإحباط دعوته بأية وسيلة، لكنهم كانوا أكرم على أنفسهم من هؤلاء الملاحدة، فحين أرادوا طعنه بأنه تعلم القرآن من غيره لم يفكروا بأن يقولوا إنه تعلم من بحيرا الراهب كما قال هؤلاء لأن العقل لا يصدق ذلك والهزل لا يسعه، بل لجؤوا إلى رجل في نسبة الأستاذية إليه شيء من الطرافة والهزل، حتى إذا مجت العقول نسبة الأستاذية إليه لاستحالتها قبلتها النفوس لهزلها وطرافتها، فقالوا إنما يعلمه بشر، وأرادوا بالبشر حدادا روميا منهمكا بين مطرقته وسندانه ضالا طول يومه في خبث الحديد وناره ودخانه، غير أنه اجتمع فيه أمران حسبوهما مناط ترويج تهمتهم أحدهما أنه مقيم بمكة إقامة تيسر لمحمد الاتصال الدائم الوثيق به والتلقي عنه، والآخر غريب عنهم وليس منهم، ليخيلوا إلى قومهم أن عند هذا الرجل علماً ما لم يعلموه هم ولا آباؤهم، فيكون ذلك أدنى إلى التصديق بأستاذيته لمحمد، وغاب عنهم أن الحق لا يزال نوره ساطعا يدل عليه، لأن هذا الحداد الرومي أعجمي لا يحسن العربية، فليس بمعقول أن يكون مصدرا لهذا القرآن الذي هو أبلغ نصوص العربية، بل هو معجزة المعجزات ومفخرة العرب واللغة العربية: لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ [النحل:103]. انتهى
واقول بصراحة نحن المسلمون راضون بما نزل على حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم كل الرضى و مهما افتعلتم من اكاذيب لاتهمنا بتاتا و انما تزيدنا تمسكا و محبة بطب القلوب محمد صلوات ربي تتنزل عليه وانما نكتب و نبحث لعل بعض ملاحدة بني يعرب تعود لرشدها و تنتمي لدينها و تسلوك مع حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم مسلك الهدى و الرحمة و العبور للاخرة و ربنا راض عنا و عنها .
الى اللقاء بالحلقة القادمة حتى نكمل مشوارنا الذي بدأته بهذا البحث و الدراسة وابطال الفرية و الاكذوبة ان بحيرا الراهب هو من اعطى و علم رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم القراّن ورموزه قاتلهم الله اني يؤفكون....
 د مثقال القاضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.