الصديق أم القريب؟
في الأقارب من لا يُحِبك؟
يتمنَّى الشَّقَاءَ دَومًا لقلبِك
غيرَ ذلكَ مِن صِرَاع وحسَد
غِيْرَةٌ حَمْقَاءُ وإبَرٌ بلا عَدَد
دمَاءٌ مَسْمُومَة ٌفِي العُروق
شَمْسٌ كَئِيْبَةٌ تكرهُ الشُّروق
فبَعضُ الأقاربِ نارٌ مُضْرَمَة
وجُوهٌ فِي حَقِيْقَتِهَا مُجْرمَة
وأوجَاعٌ بالقَلبِ جَدُّ مُؤلِمَة
ما رأيُكَ فِي مَشْروع صَدِيق؟
يقفُ بجواركَ بوقتِ الضِّيق
لا يُؤَرقُ مَضجَعَك ويَقَظتَك
لا يُقَلبُ عليك أمَّكَ وزوجَتَك
ويَنقِلُ كَلامَ بيتِكَ بَينَ النَّاس
يُشبهُ في حَالهِ فعل الوسواس
الأقاربُ يَزرعون لك الأشواك
ويحفُرون القُبورَ لدفْنِ هَواك
أغلبهم لا يأمَلون أبدًا رضَاك
صَدِيقُكَ هو غِطاؤكَ وسَنَدَك
تَجِدهُ فِي وقتِ الصِّعَاب عِنْدَك
الم يكُن أبو بَكر صَدِيقَ النَّبيّ؟
وفاقَ فِي القُرْبِ مَقَامَ عَلِيّ؟
والفاروق عُمر ابن الخَطَّاب
بلغَ العُلا وإرتَقَى فَوقَ السَّحَاب
وأبو لهَبٍ عَمُ النَّبِي في التُراب
أبو لهَبٍ قريبٌ وهمَا من الصِّحَاب
وإخوة يُوسُفَ أبُوهُم مِنَ الأنْبيَاء
يَتَنَزَّلُ عَلي أبِيْهِم وحي السَّمَاء
دفَعَتْهُم غِيرةُ قلبِهِم لقَتل أخِيْهِم
ومَكروا مَكرًا به مِن ورَاءِ أبِيْهِم
يا قارئ كلامِي رَكِّزْ فِيهِ جَيدا
الصَّدِيقُ لقَلبكَ أصْبَحَ سَيِّدا
القريبُ لمُلكِكَ أضْحَى مُبَدِّدا
مَن كانَ في الأقاربِ كالصَّديق
فقربهُ واسْلكْ بهِ عُجَر الطَّريق
وإنْ لم يكُن فاسْتَغْنَي عَن قرْبِه
وكفاكَ من غِيرتِهِ وَحِقْدِهِ وحَرْبِه
***********************
تأليف/سعيد كمال إمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.