جريدة رواد الغد الثقافيه رئيسا مجلس الادارة الاستاذه نداء الرؤح الاستاذ علاء العجمي

الأربعاء، 1 يونيو 2016

رمضان زمان بقلم يحي الاجرب

رمضان زمان 
اشتقت لرمضان أيام زمان، حينما كان يختفي الفجارُ،ويعلقون كلَ الآثامِ،ونتسابقُ في ختمِ القرآنِ، اشتقت للهفةِ سماعِ صوتِ الآذانِ ومدفعِ الإفطارِ،اشتقتُ لشرابِ الخروبِ، حينما كانت أمي تطبخه باتقان، وحينما كنا نتلمس الماء البارد من ابريقِ الفخارِ لمْ نكنْ نقلبُ الليلَ نهاراً،ولمْ ننزوىْ وأجهزتَنا في زوايا الدارِ ،كنا نتكومُ أمامَ مائدةِ الإفطار مثلَ كلِ الأقران ، نشربُ الشايَ بطعمِ الزعترِ البري، حينما يحلو السمرُ بتجمعِ الجيرانِ.
اشتقتُ يا رمضانَ لأشياءَ كثيرةٍ،بعضَها لا زالت تسكنُ ذاكرتي،وأشياءَ تجاوزها الزمنُ وطواها النسيانُ .
أشتاقُ لرمضانَ، وأنتظرُ ترانيمَ الدعاءَ بين صلواتِ التراويحِ ،أتمثلُ كلَ التراثِ الذي يلازمُ أجواءَ رمضانَ، من شرابٍ وطعامٍ ودعواتٍ ،أتلهفُ لصلةِ الأرحامِ ،وتبادلَ الزياراتِ للجيرانِ والأحبابِ .
أشتقتُ لأشياءَ كثيرةٍ كنا نعيشها وتعيشُ فينا بأحلى الذكرياتِ، ترتبطُ بكلِ يومٍ من أيامِه، اتذكرُ أولَه وآخرَه ووسطَه .
وأعيشُ في العشرِ الأوائلِ والأواخروما بينهما،وأجواءِ ليلةِ القدرِ، حيثُ يُعَلقُ النومُ للصباحِ مع التبركِ والصلواتِ،أنتظرُ رمضانَ القادم ،لعودة الروح إلى هياكلنا الخاوية،واستقدامَ طبائعَنا المهذبَة ،لِلَجمِ شهوةَ الطعامِ ونحتِ الأجسامِ، والتخلصِ من الترهل والتكتلِ فيْ تضاريسِ أجسادِنا التي خرجت عن طورها،وتمددت بلا إنسجام .
يحيى الأجرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.