(**الـلِّــقـــاءُ الــثَّــانــى**!!)قصة
*******************
تذكّرها..في نُعاسٍ قلقِِ ومتوترِِ, وتذّكر ماقاله لها آنذاك..كانت فى منتصف العشرينات , وكان على مشارف الاربعين ,وكان اللقاء الأولوالأخير بينهما..
حاول التيقظ وهش الذكرى التى جعلته يشعر بالدنوِّ لما بدر منه آنذاك..توتَّر أكثر,وبدأ الإنشغال بالكتابة,فلم يُفلح..إستلقي لا هو بالنائم,ولا باليقظ,شرُد قليلاً, رأى نفسه جالساً بحديقةٍ فيحاءِِ مُفعمةً بالأزهار والورود النادرة , ورأى إمرأةً باهرة الجمال والأناقة..كانت تميسُ بمشيتها باسمةً,ثم باتت على مسافة خُطوات منه..أبكمته الدهشةُ, كانت نفس السيدة التى أخبرها مُنذُ عشر سنواتٍ أو يزيد:أنه لا يرى فيها جمالاً , ولا جاذبيةً , ولا..ولا!
بعد صمتِِ أحسَّه دهراً ,باغتته قائلةً:هل تتذكُرنى؟..حاول الإنكار وتصنُّع النسيان,
هوَّنت عليه قالت:أنا -سيدى- من وصفتها ذات يومٍ:بكذا , وكذا..أما زِلت عند رأيك فِى؟
جاهدَ فى العثور على كلامِِ يخفِّفُ من وطئ المفاجأة , تلعثم , ترك لها الحديث وهو يرصدُ مفاتنها العديدة ..كانت تحكى بتؤدةٍ , ورقةِِ وثقةِِ..لم يعُد يتذكرُ وجهها القديم ,أخبرته عن زواجها الفاشل , وعن سعادتها بالتحرر , ثم قالت:وماذا عنك , أرى الشَّعرَ الأبيض قد غزا رأسك؟ ,ثم باغتته بضحكةٍ صاخبةِِ , ولذيذةٍ , فردَّ بضحكةٍ أشدّ صخباً , ثم قال:مازلتُ كما أنا أيتها الجميلة -المُنتقمةُ-..-حقاً- مازلتُ كما أنا!
وكان هادم اللّذات -فأرُ السبتية- لم يزل جائعاً,فقضم أسلاك الكهرباء,وانقطع التيار وكانت الريحُ بالخارج:قلقةً..كانت تُصفِّرُ بشدّة@
*******************************
@من مجموعتى القصصية =طقوسٌ صارمة=
*******************
- بقلم الأديب:أحمد عفيفى
تذكّرها..في نُعاسٍ قلقِِ ومتوترِِ, وتذّكر ماقاله لها آنذاك..كانت فى منتصف العشرينات , وكان على مشارف الاربعين ,وكان اللقاء الأولوالأخير بينهما..
حاول التيقظ وهش الذكرى التى جعلته يشعر بالدنوِّ لما بدر منه آنذاك..توتَّر أكثر,وبدأ الإنشغال بالكتابة,فلم يُفلح..إستلقي لا هو بالنائم,ولا باليقظ,شرُد قليلاً, رأى نفسه جالساً بحديقةٍ فيحاءِِ مُفعمةً بالأزهار والورود النادرة , ورأى إمرأةً باهرة الجمال والأناقة..كانت تميسُ بمشيتها باسمةً,ثم باتت على مسافة خُطوات منه..أبكمته الدهشةُ, كانت نفس السيدة التى أخبرها مُنذُ عشر سنواتٍ أو يزيد:أنه لا يرى فيها جمالاً , ولا جاذبيةً , ولا..ولا!
بعد صمتِِ أحسَّه دهراً ,باغتته قائلةً:هل تتذكُرنى؟..حاول الإنكار وتصنُّع النسيان,
هوَّنت عليه قالت:أنا -سيدى- من وصفتها ذات يومٍ:بكذا , وكذا..أما زِلت عند رأيك فِى؟
جاهدَ فى العثور على كلامِِ يخفِّفُ من وطئ المفاجأة , تلعثم , ترك لها الحديث وهو يرصدُ مفاتنها العديدة ..كانت تحكى بتؤدةٍ , ورقةِِ وثقةِِ..لم يعُد يتذكرُ وجهها القديم ,أخبرته عن زواجها الفاشل , وعن سعادتها بالتحرر , ثم قالت:وماذا عنك , أرى الشَّعرَ الأبيض قد غزا رأسك؟ ,ثم باغتته بضحكةٍ صاخبةِِ , ولذيذةٍ , فردَّ بضحكةٍ أشدّ صخباً , ثم قال:مازلتُ كما أنا أيتها الجميلة -المُنتقمةُ-..-حقاً- مازلتُ كما أنا!
وكان هادم اللّذات -فأرُ السبتية- لم يزل جائعاً,فقضم أسلاك الكهرباء,وانقطع التيار وكانت الريحُ بالخارج:قلقةً..كانت تُصفِّرُ بشدّة@
*******************************
@من مجموعتى القصصية =طقوسٌ صارمة=

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.