- عبدالعزيز رفعت
- امرأة للتوكؤ
- كلما أرهقته إحباطاته المتكررة
- جذب حلما خاصا جدا من أحلامه القديمة
- وأسند رأسه إليه
- تتقافز أحلامه الباقية حوله مثل ضفادع ملونة
- لكنها ضفادع على أية حال
- فقط وحده هذا الحلم القدبم
- هو الذي لا يزال يتبختر مثل طاووس في مخيلته
- ويساعده في الوقوف على قدميه
- لو لم يكن لديه حلم كهذا
- هل كان بإمكانه أن يلتقي كل يوم ببائع اليانصيب العجوز الذي يسوق له الوهم
- وبالعرافة التي أدمنت دهشته وأدمن هراءها
- وبأصدقائه الشعراء المتواطئين على قلبه
- وبزوجته التي ما تفتأ تسأله عن الحكمة في استمرارهما معا
- وبأطفاله الذين يستقبلونه ويودعونه بنظرات مستكينة ومحايدة
- لو لم يكن لديه حلم كهذا
- هل كان بإمكانه أن يواصل حياته
- ويواجه ببسالة تداعيات ستين عاما من الفشل
- وأن يتوحد مع تلك المرأة المدججة بالصمت
- والقابعة هناك في زاوية بعيدة على مشارف الحياة
- يقتاتها تبغها الردئ
- وكؤوس جعتها المثلجة
- وساندوتشات الفول الوفية إلى حد القرف
- ونظرات التساؤل اللزجة لسكارى آخر الليل
- أيتها المرأة المثابرة مثلي
- والمدججة بالصمت
- هل يمكنك أن تثقي بي لبضع دقائق
- بضع دقائق فقط
- وتدعيني أضع يدي على كتفك
- وأتوكأ عليك في طريقي إلى نهايتي
الاثنين، 6 يونيو 2016
إمرأة للتوكؤ .. بقلم : عبد العزيز رفعت
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.