جريدة رواد الغد الثقافيه رئيسا مجلس الادارة الاستاذه نداء الرؤح الاستاذ علاء العجمي

السبت، 4 يونيو 2016

السعادة والضياع .. بقلم : علي محمد


  • قصة السعادة والضياع 
  • تأليف/ الفيلسوف ( على محمد )
  • إنطلقت سيارة فى الليل بسرعة شديدة فى إحدى ليالى الشتاء الباردة وكانت الأمطار تهطل فى غزارة ويكاد الطريق يخلو من الناس ومن السيارات فى هذا المكان المقفر وتعالت الضحكات داخل السيارة فى جنون وكان هناك ثلاثة رجال وفتاة تجلس فى الخلف مقيدة اليدين ومكممة الفم والدموع تملأ عينيها وتبكى فى حرارة ورجعت بالذاكرة قليلًا حيث البداية ، بداية هذا الأمر العصيب لشهور مضت  كانت حسناء فتاة جميلة الملامح من أسرة ميسورة الحال تتكون من الأب والأم وأختين تؤام تصغراها بحوالى خمس سنوات كانت قد أنهت دراستها الجامعية بتقدير جيد جداً وسرعان ما أخذت تحاول البحث عن وظيفة لتساعد بها نفسها ووالدها فى مصاريف الحياة التى تزداد كل يوم عن الآخر ولأن هناك أيضا أختيها ومصروفات الجامعة الغالية وإن والدها قد خرج على المعاش ويجلس بالمنزل وكل الدخل يأتى من إيجار العمارة الى ورثها والدها عن عائلته فى منطقة الهرم وهى نفس العمارة التى تعيش فيها مع أسرتها، والدها وهو الأستاذ / مجدى السعيد  كان يعمل محاسباً بأحدى الهيئات الحكومية التابعة لوزارة المالية وكان مثالاً للأمانة والنشاط ولم يكن هناك أى ما يعكر صفوه فى عمله وكان محبوباً من الجميع فى العمل حتى بلغ سن المعاش وأصبح كل وقته فى البيت وأصبح معاش العمل وإيجار العمارة هما الدخل الوحيد والمعين على مصاريف الحياة الغالية فى هذه الأيام ، الأم / علياء عبد المجيد ربة منزل كانت قد تخرجت من الجامعة وبعد الزواج جلست فى المنزل على رغبة زوجها ولم تفكر فى العمل وكان كل حلمها أن تؤسس منزلاً جميلاً هادئاً ولعدم حاجتها فى هذا الوقت للعمل وهى أم مثالية حنونة تعشق أسرتها ولا تتوانى فى رعاية وتربية بناتها الثلاثة والأختين هناء وصفاء فى أول عام دراسى فى كلية الفنون التطبيقية جامعة القاهرة وهكذا يكتمل عقد الأسرة السعيدة الجميلة ، خرجت حسناء فى هذا اليوم للذهاب للتقدم لوظيفة فى أحدى البنوك كانت قد رأت إعلان عن التقدم لوظيفة شاغرة وذهبت حسب الإعلان وحينما وصلت سألت أحد الموظفين فأخبرها أنها ستقابل نائب المدير واستريحى هنا قليلاً ، جلست حسناء فى بهو البنك وبعد دقائق قليلة حضر إليها أحد الأشخاص وأخبرها بأن المقابلة ستتم وصعد معها لمكتب نائب المدير، طرقت الباب وسمعت من الداخل صوت يقول أتفضل ، فتحت الباب ودخلت وكان هناك رجل فى الثلاثينات من عمره يبدو عليه الوقار والهدوء والطيبة طويل القامة  دخلت حسناء وطلب منها الجلوس بعد أن سلم عليها وقابلها بترحاب شديد وطلب منها السيرة الذاتية الخاصة بها وأن تقوم بكتابة بعد البيانات الخاصة بها فى طلب الوظيفة ووضع صورة لها على الطلب، قامت حسناء بكتابة البيانات المطلوبة وهى تشعر أنه يتابعها وينظر لها وكانت منهمكة فى كتابة كل ما ورد فى طلب الوظيفة ثم أخرجت صورة من حقيبتها ووضعتها على الطلب وأخذ منها الطلب والصورة وقام بسؤالها بعض الأسئلة وهل كانت تعمل من قبل أم لا وفى النهاية أخبرها أن البنك سيقوم بالإتصال بها فى أقرب وقت إن كان لها نصيب فى هذه الوظيفة ، قامت حسناء وشكرته كثيراً وسلمت عليه وخرجت من المكتب واتجهت لباب البنك وقبل أن تخرج سمعت صوتاً ينادى عليها فالتفت ووجدت نائب المدير خلفها فاندهشت وهى تراه أمامها فأعطاها  كارت شخصى له وقال لها هذا هو الكارت الخاص بى أتمنى أن تتصلى بى فى أقرب وقت لأنى أريد الكلام معك فى شيئ ما ، تزايدت دهشتها ولكن أمام ذوقه وهيئته المحترمة الوقورة أخذت منه الكارت وأجابت إن شاء الله وأشكرك مرة أخرى ، وخرجت من البنك وأستوقفت سيارة أجرة لتذهب بها إلى المنزل وأخذت تفكر هل ستكون هذه الوظيفة من حظها ؟ فهى تعبت كثيراً من البحث عن وظيفة جيدة تتلائم مع دراستها والكورسات الكثيرة التى أخذتها وخصوصاً أن هذا البنك قريب جدا من منزلها وأثناء تفكيرها رن هاتفها المحمول فأخرجت هاتفها من حقيبة يدها وأجابت : السلام عليكم  فسمعت صوتاً مألوفا فى الهاتف كان نائب المدير الذى تركته منذ قليل فتسائلت عن سر هذا الإتصال فقال لها أنه سيحاول جاهداً أن يساعدها لتكون هذه الوظيفة من نصيبها وأنه أيضا يذكرها بطلبه فى الحديث معها شكرته حسناء وأخبرته أنها ستحاول الرد عليه فى أقرب وقت  وودعته فى هدوء ولطف وأنهت الإتصال وكانت قد وصلت لمنزلها دخلت سلمت على والديها وجلست جوار أبيها لتحكى له كل ما حدث معها من بداية اليوم حتى وصلت للمنزل كانت حسناء قد إعتادت على إن تخبر والدها بكل شيئ عنها  وقالت له أنها تشعر ببعض الأمل هذه المرة وإن مكالمة نائب المدير منذ قليل تعطيها نوعاً من التفاؤل وستأخذ وقتها للتفكير فى أمر الإتصال به لأنها تشعر أنه قد أعجب بها ،استمع والدها لكلامها حتى أنتهت وقال لها اذهبى الآن لتبدلى ملابسك وبعد الغداء لنكمل هذا الحوار قامت مسرعة بعد أن قبلت يد والدها وابتسم فى حنان فهو قد اعتاد على الصراحة والثقة بين بناته ولا يوجد أى حواجز بينهم جميعا وكلهم مجتمعين فى الفرح أو الحزن ، اختفت من أمام عينيه ودخلت حسناء لغرفتها لتبدل ملابسها وتأخذ حماماً دافئاً خرجت وجلست على سريرها والأفكار تمضى برأسها وتذكرت الكارت الذى أعطاه أياه نائب المدير أخرجته من الحقيبة وقرأته محاسب / أحمد عبدالوهاب نائب مدير البنك التجارى المصرى فرع الهرم ، وضعت الكارت مرة أخرى بحقيبتها وخرجت لتساعد أمها فى تحضير الغداء ووجدت أختيها قد رجعا سوياً من الجامعة سلمت عليهما ودخلت للمطبخ فوجدت أمها قد إنتهت من تحضير الطعام فخرجت لتجهيز المائدة وأتت أختيها سريعا بعد أن أبدلا ثيابهما ليساعدا حسناء وفى دقائق قليلة كانت الأسرة كلها مجتمعة على المائدة وتناولوا طعام الغذاء وقامت كل منهما لتفعل شيئ فى المطبخ واعداد الشاى وبعدها جلسوا جميعا للنقاش فى موضوع حسناء وبعد أن إنتهوا من الكلام والنقاش تركتهم حسناء للذهاب لغرفتها لترتاح قليلاً وكانت الأفكار كثيرة فى رأسها ولم تجلس طويلا فغلبها النعاس واستغرفت فى نوم عميق واستيقظت على نداء والديها كانت الساعة التاسعة مساءً خرجت للخارج فوجدت الجميع فى حجرة المعيشة يشاهدوا فيلما من أفلام الزمن الجميل جلست جوار أبيها والكل يضحك فى سعادة كانت حقاً أسرة جميلة مدهشة ومر الوقت سريعاً حتى دقت الساعة الواحدة صباحاً وتوجه الجميع لغرف النوم وودعتهم حسناء ودخلت لحجرتها وكانت لا تزال تفكر فى أمر أحمد نائب المدير وعن سر إتصاله وعن سبب طلب مقابلتها وأغلقت عينيها وراحت فى سبات عميق وفى الصباح الباكر استيقظت لمساعدة والدتها فى أعمال المنزل فى حب وإهتمام دون تردد وكانت تفكر فى الخروج لمقابلة صديقتها دعاء وشراء بعض الأشياء الخاصة بها ثم سرعان ما تراجعت وفضلت البقاء فى المنزل واتصلت بصديقتها وأخبرتها بعدم رغبتها فى الخروج وإنها ستتصل بها وقتما تريد الخروج مضت أيام قليلة وفى يوم من الأيام  رن هاتفها المحمول فأجابت حسناء وكان المتصل أحمد نائب المدير بنفسه سلمت عليه وقبل أن تكمل أخبرها بأنها قد تم تعيينها بالوظيفة التى تقدمت لها منذ أيام وأنها ستتسلم وظيفتها فى الغد فى الصباح وعليها أن تحضر للبنك فرحت كثيراً وكادت أن تصرخ من الفرحة فى الهاتف وشكرته كثيراً على هذا الخبر الجميل وأنها ستكون فى الموعد المناسب غداً فى البنك وودعته بعد أن شكرته كثيراً وأغلقت الهاتف وأسرعت لتخبر الجميع بهذا الخير السعيد وكان يوماً جميلاً على الجميع وفرح الأب كثيراً لأنها بهذه الخطوة ستقوم بمساعدته فى تكاليف المعيشة وعلى الأقل تحمل مصروفاتها الشخصية وتمنى لها النجاح والسعادة فى حياتها العملية والمستقبلية  ومرت الساعات سريعا ودخلت حسناء لغرفتها وهى تفكر فى الغد وماذا سيحدث هناك وفكرت فى أحمد وكيف ستجيب عليه فى طلبه لمقابلتها كانت تفكر وغلبها النعاس فنامت مكانها وأستيقظت فى الصباح وتناولت طعام الإفطار مع أسرتها وسلمت على الجميع وتمنوا لها التوفيق ونزلت من المنزل متوجهة للبنك ركبت سيارة أجرة وما هى إلا ربع ساعة وكانت تنزل أمام البنك  توجهت مباشرة إلى داخل البنك وحينما دخلت وجدت أمامها أحمد نائب المدير وهو يتحدث إلى أحد العملاء فى أدب وتواضع جميل وهو يعطيها ظهره فسألها موظف الأمن عن سبب زيارتها للبنك أجابت حسناء بأنها قد تلقت إتصالاً يفيد بأنه قد تم إختيارها للوظيفة المطلوبة بالبنك أشار إلى نائب المدير فألتفت إليها وحينما رآها أبتسم وتقدم نحوها بعد أن أعتذر لمن يقف معهم وسلم عليها ورحب بها وأخذها معه إلى مكتبه فى الدور الأعلى ودخلت حسناء وجلست أمامه وشكرته على مساعدته فى أن تُقبل فى هذه الوظيفة رد عليها بأنه لم يفعل شيئ سوى الصحيح لأنها لديها خبرات من خلال السيرة الذاتية التى تقدمت بها بالإضافة لتقديرها العالى فى الجامعة  وقال لها أنه سعيد جدا بأنها ستعمل معهم فى البنك و طلب منها قبل أن يشير لها إلى مكتبها أن تطلب منه أى شيئ إن أحتاجت له شكرته كثيراً حسناء وخرجت من الباب متوجهة إلى مكتبها المقابل لمكتبه وشكرت ربها على هذه الوظيفة وعلى هذا الترحاب الشديد من أحمد وشعرت بالراحة للكلام معه ودخلت لمكتبها وكان مكتباً صغيراً أنيقاً جلست على مقعدها وهى لا تكاد تصدق أنها بالفعل تعمل فى البنك الذى لطالما حلمت بالعمل به وبعد قليل دخل عليها أحمد ومعه بعض الزملاء فى البنك وقام بتقديمها لهم جميعا والكل قام بالترحيب بها وتمنوا لها جميعا التأقلم سريعاً فى العمل معهم وانصرفوا جميعا ما عدا أحمد الذى قال لها إن طبيعة عملك ستكون فى خدمة العملاء وستكون تحت إدارته هو شخصياً وإن مكتبها سيكون فى مواجهة مكتبه الخاص سلم عليها وضغط يديها فى رفق وحرارة وتركها وانصرف إلى مكتبه وسرحت قليلاً فى كل ما حولها ورن الهاتف بجوارها ورفعت السماعة فوجدت أحمد يخبرها أن اليوم سيكون بداية جديدة لها وإنه يطلب منها أن تقبل دعوته على الغداء فى هذا اليوم أخبرته بهدوء إن اليوم  لن ينفع وأنها ستقبل دعوته فى يوم آخر لأنها مرتبطة بموعد مع والديها للخروج إحتفالاً بقبول الوظيفة الجديدة تفهم أحمد الموقف وشكرها على وعد منها بقبول دعوته على الغداء وأغلق الهاتف ، سكتت حسناء لدقائق قليلة ثم قامت من مقعدها وطلبت من الساعى فنجاناً من الشاى وحاولت معرفة كل شيئ عن طبيعة العمل ومر اليوم سريعاً وتوجهت لباب البنك للخروج فوجدت أحمد أمامها سلمت عليه وشكرته مرة أخرى وانصرفت قبل أن يفكر فى طلب توصيلها بسيارته الخاصة  أسرعت للبيت وكانت فى قمة سعادتها بهذا اليوم الجميل وأخبرت والديها بكل ما حدث فى البنك وطلب أحمد مقابلتها والغداء معها ورفضها بشكل مهذب لطلبه ،استحسن الوالدين كلامها وأخبراها أن تتوخى الحرص والحذر فى التعامل مع الأشخاص وهنأئها والدها وقامت حسناء لتغيير ملابسها لتحضير طعام الغداء مع والدتها وأختيها وأسرعت للمطبخ وقامت بمساعدة والدتها فى تجهيز الطعام وتناولوا جميعا الطعام وبعد تناول الشاى دخلت حسناء لغرفتها وأخذت بالتفكير فى كل ما حدث مرة أخرى وقامت لتجهيز ملابس الغد التى سترتديها فى العمل ومر الوقت بسرعة وشعرت برغبتها فى النوم فأطفئت النور وراحت فى سبات عميق واستيقظت على صوت والدتها فى الصباح الباكر قامت وأغتسلت حسناء وتناولت طعام الإفطار ونزلت من المنزل للذهاب للعمل ومرت الأيام فى نفس المنوال لا جديد وفى أحد الأيام وهى تنزل من المنزل وجدت أحمد أمام المنزل يقف بسيارته  وحين شاهدها نزل من السيارة وسلم عليها وطلب منها أن يقوم بتوصيلها معه فى الطريق للبنك وافقت على إستحياء حسناء وركبت معه وتحدث معها أحمد فى هدوء بأنه قد طلب منها أن يتكلما سويا وأن يتناولا طعام الغداء منذ مدة طويلة ولم تقبل طلبه حتى الآن أخبرته أنها ستقبل دعوته للغداء غدا إن شاء الله وأعتذرت له على التأخير فى الرد على طلبه لإنشغالها فى العمل ومتطلبات الوظيفة وأنه يرى كيف يمر اليوم بحكم أنه مديرها المباشر تفهم أحمد الكلام وأخبرها أنه سينتظرها اليوم بعد العمل للذهاب لمطعم قريب من منزلها  وافقت حسناء وتوقفت السيارة أمام البنك ونزلت حسناء وأحمد وتوجها للداخل وتوجهت إلى مكتبها وانهمكت فى العمل  وسمع طرقات خفيفة على الباب فرفعت عينيها ووجدت أمامها شاب وسيم يقف على باب مكتبها كانت قد رأته من قبل فى أحد المرات مصادفة أثناء ذهابها لمدير الفرع أنه أكرم شاكر موظف فى قسم الإئتمان بالبنك سلم عليها فى ود وتهذيب وقال لها إنه يريد أن يخبرها أمراً هاماً و إنه يريد أن يتناول معها طعام الغذاء بعد العمل كانت مفاجأة بالنسبة لها لإنها كانت قد سمعت الكثير عنه من زميلاتها وأنه من عائلة ثرية جدا كل هذا دار فى خيالها فى دقيقة وتمالكت نفسها وأخبرته أنه لن ينفع لأنها لا تفعل مثل هذه الأمور ومن فضلك لا تحاول مجددا طلب هذا الطلب وإنها لديها عمل كثير وتحتاج للوقت لتنهيه أعتذر لها أكرم وطلب منها التفكير فشكرته وتركها وغادر مكتبها ، أخذت حسناء نفسا عميقاً وقالت لنفسها ماذا يحدث لى ؟ وانتبهت على رنين الهاتف بجوارها رفعت السماعة ووجدت أحمد يتحدث إليها لتأكيده على موعد الغداء أخبرته أنها ستنتهى من العمل خلال ساعة وستكون جاهزة وأغلقت الهاتف وأتصلت بوالدها وأخبرته أنها ستتناول طعام الغداء مع أحمد حتى لا يقلقوا عليها  قال لها والدها توخى الحرص يا حسناء قالت له لا تقلق فهو إنسان محترم ومهذب جدا يا أبى وأعتقد أنه يحاول أن يخبرنى بشيئ ما وسأخبرك بكل شيئ حينما أعود واغلقت الهاتف وأنهت ما أمامها من عمل وأغلقت باب حجرتها ونظرت لمكتب أحمد كان لا يوجد به وفجأة ظهر لها أكرم أمامها  قال لها أنه يعتذر عما حدث منه اليوم معها ولكنه مصر على طلبه لتناول طعام الغداء معها وليكن غدا لم تستطع أن تتكلم بكلمة واحدة فهو كان وسيم جدا لدرجة تلفت الإنتباه وأنها أنثى كباقى الإناث لها مشاعر وتنجذب نحو الشيئ الجميل وهو بحق شديد الوسامة فوافقت حسناء وقالت ليكن فى الغد يا أستاذ أكرم، قال لها بدون ألقاب من فضلك وابتسم ابتسامة عريضة قالت له موافقة يا أكرم بعد إذنكودعها أكرم وخرجت لتجد أحمد فى سيارته ينتظرها  فركبت جواره وقالت له أسفة على التأخير قابلنى أحد الزملاء  قبل أن أخرج رد عليها مسرعاً هل هناك من يضايقك فى العمل ؟ قالت له لا يوجد شيئ لا تقلق وقالت له إلى أين سنذهب ؟ ابتسم وقال سنذهب إلى مطعم بالقرب من منزلك فى أخر شارع الهرم يا حسناء، ابتسمت وقالت له لا يوجد أى مانع وانطلقا بالسيارة وبعد مدة بسيطة وصلا للمطعم وجلسا فى مواجهة الأهرامات منظر جميل جدا تكلم أحمد فى هدوء ورقة : أنا أريد أن أتقدم لخطبتك يا حسناء وهذا الأمر كنت أحاول أن أخبرك به منذ فترة طويلة لأنى معجب بك منذ أول يوم رأيتك فيه ، كانت الكلمات لها صدى مفاجئ بالنسبة لها ، قال لها أنه وحيد والديه وأنه كان ينتظر الفرصة المناسبة والفتاة المناسبة ليكمل معها باقى حياته وأنه رأى فيها تلك الفتاة وأنه قد سأل عنها منذ أن دخلت للبنك وأنه يطلب منها أن تقوم بتحديد موعد ليتقدم رسمياً لخطبتها من والديها كانت مفاجأة كبيرة لها فهى ترى فيه الشخص الوقور والهادئ والمحترم جدا وطلبت منه أن يعطيها وقتاً للتفكير قبل أن تخبرهم فى المنزل عندها وافق أحمد على وعد منها بالرد سريعاً عليه وأتى الجرسون وطلب الغداء وتناولا الطعام وهما يتبادلا الحديث فى أمور العمل حتى أنتهوا من الطعام وطلبت منه الإنصراف لأنها قد تأخرت على المنزل قاما سوياً وأوصلها أحمد إلى المنزل وقبل أن تنزل طلب منها أحمد سرعة الرد مرة أخرى لأنه لا يريد الإنتظار طويلا ً ، ابتسمت حسناء وأومأت برأسها بالإيجاب وصعدت للمنزل وهى لا تكاد تصدق نفسها ودخلت للمنزل سلمت على والديها وأخبرتهم بكل ما حدث معها وعن طلب أكرم هو الآخر لمقابلتها كانت لا تعرف هل تفرح أم لا ؟ لقد أنتظرت هذه الوظيفة طويلاً ولا تريد أى شيئ يعكر صفو حياتها وقالت لنفسها سأخذ وقتاً فى التفكير قبل أن أرد عليه وهنا أتت صورة أكرم أمام عينيها بملامحه الجميلة وبشبابه فهو فى أواخر العشرينات من عمره وتوقف تفكيرها عند هذه النقطة وشعرت برغبتها فى النوم فأغلقت بابها عليه ودخلت فى نوم عميق ، واستيقظت فى الصباح الباكر تناولت طعام الإفطار كالعادة ونزلت للعمل  ودخلت إلى مكتبها لتجد أحمد قد وصل قبلها ورن هاتفها فرفعت السماعة وكان أحمد يطمئن عليها ويسأل عن حالها ردت عليه بأنها بخير ولا يوجد أى شيئ وشكرته ثم أغلقت الهاتف ، وانهمكت فى العمل ودون أن تشعر وجدت الساعة قد تجاوزت الواحدة ظهراً أراحت رأسها على الكرسى  وأغمضت عينيها وفجأة سمعت طرقات على باب المكتب ففتحت عينيها ووجدت أكرم أمامها يستند على باب مكتبها وطلب منها الدخول فوافقت جلس أمامها أكرم وهو فى قمة أناقته والعطر الذى يفوح منه له رائحة جميلة جدا قال لها على موعدنا اليوم حسناء جئت لكى أذكرك فقط ردت عليه بلطف لم أنسى لا تقلق يا أكرم أمامى بعد الوقت لأنتهى من عملى وسأكون فى موعد الإنصراف جاهزة ، قام أكرم وودعها وشكرها بإبتسامة رقيقة زادت من جماله وخرج وأغلق الباب فقالت لنفسها بصوت منخفض أنه الشخص الذى أحلم بمثله وسرحت مع نفسها فى صورة أكرم حتى أنتبهت أن الوقت قد مر سريعاً ولم تنهى التقرير المطلوب منها فأسرعت لتنهيه حتى تستطيع الخروج مع أكرم وأنهمكت فى العمل حتى سمعت صوت أحمد يقول لها موعد الإنصراف يا حسناء هل أقوم بتوصيلك معى فى طريقى؟ أشارت له بأنها أمامها بعض الوقت وشكرته وطلبت منه الأنصراف ودعها أحمد وخرج وأنهت هى عملها وتوجهت للخارج وجدت  أكرم أمام الباب ينتظرها ويقف بجوار سيارة حديثة الطراز من نوع المرسيدس سلم عليها وفتح لها باب السيارة وركبت جواره وركب أكرم وقال لها فى أى مكان تودين تناول طعام الغداء  قالت له فى أى مكان هادئ لأنى لا أحب الضجيج والزحام تحرك أكرم بسيارته وتوجها سوياً إلى مطعم هادىء فى شارع الهرم  جلست حسناء أمام أكرم وهى لا تعرف ماذا تقول لقد رأت فيه فتى أحلامها بوسامته الجميلة وثرائه وسيارته الجميلة أيضا كل هذه الأمور كانت تدور فى رأسها قبل أن تسمع صوته يقول لها : ماذا ترغبين للغداء أخذت قائمة الطعام ونظرت إليها قليلاً وقالت سأتناول نفس ما ستتناول أنت يا أكرم ، ابتسم أكرم وقال لها حسنا وطلب الطعام من الجرسون وانصرف وقال لها أكرم أنا أتابعك منذ أول يوم رأيتك فيه عند المدير وأراك فى قمة النشاط والتفانى فى العمل وأرى فيك أيضا جمالاً يلفت الإنتباه ولهذا طلبت منك أن أتحدث معك ونتناول الطعام يا حسناء، كانت تستمع إليه وهى لا تصدق نفسها كانت كلماته تدخل إلى أذنيها وكأنها ألحان جميلة وفجأة لمست يديه يدها ، فانتفضت فى سرعة واستفاقت من خيالها وأبعدت يدها عنه وقال لها ماذا حدث ؟ لا أقصد أن أخيفك منى ، وأتى الطعام وتناولا الطعام فى صمت وهدوء يتخلله بعض النظرات حتى أنتهت من طعامها وقالت له لقد تأخرنا يا أكرم قال لها : انتظرى قليلاً  حسناء أريد أن أطلب يدك فهل تقبلين بى ؟؟ كانت مفاجأة كبيرة لها ولم تستطيع أن تتكلم بحرف واحد ولكن نظرات عينيها فضحت ما تخفى بداخلها ، ابتسم أكرم وقال لها : حسناً الجواب أراه فى عينيك سأتركك بعض الوقت لتجيبى على طلبى وحينها سأحضر مع والدى ووالدتى  وأخى الأصغر لمقابلة والديك يا حسناء اتفقنا ، ردت فى سرعة وسعادة اتفقنا يا أكرم ، خرجت معه وأوصلها للمنزل وهى لا تصدق نفسها وودعها وأنصرف وصعدت للمنزل وهى لا تدرى ماذا تفعل وهل هى تحلم أم ماذا ؟ قابلها والديها بدهشة وتساؤل على تأخيرها غير المبرر جلست حسناء جوار والديها وأخبرتهم بما حدث  كله وقالت فى يومين يأتى لخطبتى أثنين يا أبى ماذا أفعل أخبرنى فأنا لا أستطيع التفكير حقا ؟ رد عليها أبوها لتأخذى وقتك فى التفكير يا حسناء يا أبنتى فهذه حياة ليست وظيفة لنتركها او نتمسك بها فكرى طويلا وبهدوء فى كل شيئ قبل أن تتخذى قرارك  قالت له حسنا يا أبى سأفعل ذلك وقامت لغرفتها وقامت بتغيير ثيابها وجلست على السرير ولديها قناعة أن أكرم الأفضل من كل الجهات لها بوسامته وشخصيته ولكن أحمد أيضا شخص محترم جدا لم تتمالك نفسها من كثرة التفكير وأيقنت أن الأمر يحتاج للكثير من التفكير فعلا وعدم التسرع، واتخاذ القرار، لأنام الآن ويحدث ما يشاء ربى بعد ذلك ، وأغلقت النور وراحت فى نوم عميق . استيقظت حسناء وأرتدت ثيابها واختارت ثوباُ فضفاضاً وخرجت لتسلم على والديها ونزلت فى عجلة واستقلت سيارة أجرة ووصلت فى دقائق قليلة للبنك وتوجهت لمكتبها بسرعة فهناك بعض التقارير لابد من تجهيزها لمدير البنك وفجأة وجدت أحمد أمام الباب سلم عليها ودخل لمكتبها وقال لها هل فكرت فى ما طلبت منك يا حسناء ؟ ردت فى سرعة  يشوبها الإرتباك أنا أعتذر لك يا أستاذ أحمد  لقد فكرت كثيرا ووجدت أن الأمر لن يكون كما أرغب وأنى لا أزال أمامى بعض الوقت لتحقيق أهدافى بالعمل أعتذر لك مرة أخرى سامحنى ، كان الرد صادماً  لأحمد ولم يكن يتوقع هذا الرد منها كيف هذا وهى بالأمس القريب كانت تقترب منه فى ود وبمشاعر أقرب للحب ؟ وكان يظن أن الأمر محسوم وكان يستعد للذهاب إلى منزلها لمقابلة والدها ، كل هذا مر فى خياله ووقف أحمد وأستأذن منها وخرج دون أن ينطق بكلمة واحدة  وضعت يديها على رأسها وتنفست نفسأ عميقاً وقالت أخيراً لم يعد هناك أى مجال وأصبح الطريق مفتوح أمام أكرم ليطرق باب قلبها وكأنها استدعته فجأة ظهر أمامها أكرم فى  لحظات وسمعت صوته يقول : صباح الخير يا حسناء  كيف حالك اليوم ؟ ردت حسناء صباح النور يا أكرم أنا بخير الحمد لله ، تابع أكرم هل هناك جديد فى موضوعنا ؟ ردت بسرعة وهى تحاول أن تخفى عينيها عنه سأخبرك غدا ردى يا أكرم إن شاء الله ،ابتسم أكرم  وقال لها إن شاء الله يا حسناء وتركها وخرج من المكتب وراحت لتكمل باقى التقارير المطلوبة منها وأنهت كل عملها ونظرت للساعة وكان اليوم قد أنتهى ونظرت تجاه مكتب أحمد فوجدته يجلس وينظر إليها من بعيد نظرات حزينة وكأنه يقول لها لقد كسرت حلماً كنت أتمناه منذ وقت بعيد ، ألتفتت بعيداً عنه بنظرها وراحت تستعد لتغادر البنك ونظرت مرة أخرى تجاه أحمد فوجدت المكتب مظلم وهو ليس هناك ، أغلقت مكتبها ونزلت لتعود لمنزلها واستقلت سيارة أجرة ووصلت للبيت ، وتحدثت مع والديها على ما حدث اليوم وأنها قد أخبرت أحمد برفضها له وأنها ستعطى غدا الرد لأكرم على طلب الزواج منها ، استمعوا لما حدث وقال لها والدها هل فكرت جيداً يا حسناء ؟ ردت عليه نعم يا أبى لقد قررت قرارى الأخير سيكون أكرم هو من يشاركنى حياتى كلها ، قالوا لها على بركة الله ، قامت لتغيير ملابسها وعادت لتحضير طعام الغداء وتناولت الأسرة كلها الطعام و جلست معهم قليلا واستأذنت منهم ودخلت لغرفتها وسمعت صوت هاتفها يرن نظرت إليه فوجدته أكرم ردت عليه بسرعة : أكرم كيف حالك لقد كنت أفكر فيك منذ دقائق معدودة وكنت أنتظر بفارغ الصبر الغد لأخبرك بقرارى ، قال لها حقيقى أنا متلهف لمعرفة ردك هل تخبرينى الآن؟  ردت بضحكة جميلة لا يا أكرم غدا ستعرف وسيكون خير إن شاء الله قال لها : على خير يا حسناء تصبحين على خير ابتسمت حسناء بعد أن أغلقت هاتفها وطبعت قبلة صغيرة على الهاتف وقالت لنفسها : غدا يا حبيبى سأكون لك ومعك فأنت فارس أحلامى الجميل، ونامت حسناء وهى تمنى نفسها بالغد الجميل وراحت فى نوم عميق ، ظهر شعاع الشمس من خلال نافذة غرفتها وسمعت صوت أمها ينادى عليها فقامت ودخلت للحمام واستعدت للنزول  للعمل وتناولت مع أمها ووالدها طعام الإفطار ونزلت بعد أن أخبرتهم أنها ستقول لأكرم على موافقتها على طلب الزواج منها ، نزلت مسرعة ووصلت للبنك ودخلت مكتبها وبدأت تمارس عملها بشكل طبيعى ورفعت سماعة الهاتف لتتصل بمكتب أكرم ولكن قبل أن تتصل نظرت لمكتب أحمد فوجئت به مغلق وليس من الطبيعى أبدا فى هذا الوقت أن يكون غير متواجد  فأتصلت بالساعى فأخبرها أنه أبلغ عن أجازة مرضية اليوم ولن يحضر إلا بعد يومين  شكرت الساعى وأغلقت هاتف المكتب وصمتت قليلا وترددت هل تتصل بأحمد لتطمئن عليه أم لا ؟ فكرت قليلاً وقبل أن تتصل به دخل عليها أكرم المكتب بهدوء وكان شديد الوسامة فى هذا اليوم نسيت حسناء أمر أحمد تماماً بعد أن وصل أكرم للمكتب جلس أمامها وقال لها وهو ينظر فى عينيها هل توافقين يا حسناء على طلبى فى الزواج منك  ؟ خفضت عينيها ووجها أزداد أحمراراً من الخجل وأشارت برأسها بالإيجاب  قال لها أكرم : انا سعيد جدا جدا بهذا الخبر ولا بد أن نحتفل به سويا اليوم يا حسناء ، ردت عليه لن أستطيع اليوم فأنا عندى الكثير من العمل يا أكرم ليكن فى يوم آخر وسنتفق حينها على موعد ذهابك إلى والدى لتطلب يدى منه قال لها : آه أكيد طبعا يا حسناء عن إذنك سأعود لمكتبى الآن ، وتركها وهى  تشعر بسعادة بالغة وأخذت وقتا طويلا  لتخرج نفسها من هذا الجو الحالم لتكمل باقى عملها وأنهت العمل وكان اليوم قد قارب على الإنتهاء وتذكرت أحمد وكانت تريد الإتصال به لتطمئن عليه ولكنها قالت فى الغد سأتصل حين أصل للمكتب وانصرفت ، وكانت قد أتصلت بصديقتها دعاء وقابلتها وجلست لتحكى لها عن كل ما حدث  وعن أكرم وجماله وثرائه فباركت لها صديقتها وتمنت لها حظا سعيداً ولكنها قالت لها هل تسرعتى بعد الشيئ يا حسناء فى أمر أكرم هذا أم أنك مقتنعة به فعلا ؟ قالت حسناء : لقد فكرت جيداً يا دعاء لا تقلقى هيا بنا فالوقت تأخر ولا بد أن أعود للمنزل ، وودعتها ونزلت من عند صديقتها ووصلت للمنزل وقالت لوالدها بإنها أخبرت أكرم بالموافقة وأنه سيحدد يوماً ليأتى هنا ليطلب يدى منكم يا أبى  ، تهللت أسارير والدها وهو يبارك لها على السعادة التى ستكون فيها  ودخلت لغرفتها وكانت قد أكلت مع دعاء صديقتها وغيرت ملابسها ونامت وهى تحلم باليوم الذى تتزوج فيه من أكرم وذهبت فى سبات عميق ، استيقظت حسناء فى الصباح وأسرعت إلى الخارج لتصل مبكراً إلى البنك ووصلت لتجد أحمد أمامها فى مكتبه  تعجبت  فهى سألت عنه بالأمس الساعى وأخبرها أنه قد تقدم بأجازة لمدة يومين وهو الآن بمكتبه وقطع حيرتها وتساؤلاتها رنين الهاتف بجوارها كان أحمد سألها عن بعض التقارير وأن تحضرها له فى المكتب قالت له: حاضر ستكون عندك فى الحال وأغلق الهاتف وكانت متعجبة من نبرة صوته فهى لم تعتاد منه هذا الأسلوب ولكنها قالت فى نفسها أنه وضع طبيعى بعد رفضها له قامت سريعاً لتذهب لمكتبه ودخلت له ووضعت التقارير أمامه وسألته عن سبب غيابه بالأمس وإنها كانت تنوى الأتصال به اليوم ، نظر لها أحمد فى هدوء وقال وهو ينظر فى التقارير التى وضعتها أمامه هل أنت على علاقة بأكرم شاكر يا حسناء ؟  اندهشت من السؤال وظهر على وجهها التعجب وردت لماذا تسألني يا أستاذ أحمد ؟ أعتقد أنه أمر شخصى ولا يحق لك ان تسألنى فيه بعد إذنك  ، وتركت المكتب وخرجت وهو لا يكاد يصدق عينيه من تصرفها ولكنه لم يتكلم أو ينادى عليها وتركها تذهب لعملها وانشغل فى متابعة التقارير التى أحضرتها حسناء ، وهو ينظر لمكتبها وقد جلست هناك تتابع بعد البيانات على الكمبيوتر الخاص بها ، كانت حسناء فعلا تتابع عملها فى سرعة وفجأة رن الهاتف بجوارها رفعت السماعة فوجدته أكرم يسأل عنها ويسأل إن كانت تستطيع الخروج معه اليوم فقالت له سأتصل بأبى وأعاود الإتصال بك وسنخرج سويا  يا أكرم إن شاء الله ، وأغلقت هاتفها واتصلت على والدها لتستأذن منه فى الخروج مع أكرم وافق أبوها وطلب منها فقط عدم التأخير فى العودة للمنزل وأنهت المكالمة ، وأكملت عملها فى سرعة ودخلت لأحمد مكتبه لتخبره بأنها قد أنهت باقى التقارير المطلوبة منها فاستوقفها وقال لها أنه يخاف عليها جدا وأن أكرم هذا شخص غير مسئول قاطعته حسناء أرجوك لا داعى للكلام فى هذا الشأن أنا لا أريد أمورى الشخصية تختلط بأمور العمل سكت أحمد وقال لها ليكن كيفما تبغين ، تركته وخرجت مندفعة من المكتب وذهبت لمكتبها وأتصلت بأكرم لتخبره أنها ستخرج معه بعد موعد الإنصراف  فقال لها أنه سينتظرها أمام البنك وأغلقت الهاتف لتكمل الباقى من عملها وأنتهت منه سريعاً وخرجت لتجد أكرم بسيارته الجميلة فى إنتظارها وركبت معه وذهبا لأحد المطاعم الشهيرة وتناولا هناك الطعام وقالت له أن يحاول أن يخبر والديه بأمر زواجهم وأن يحدد يوما لكى يقابل والديها فأخبرها حسنا سأفعل ذلك قريبا ولكن والدى فى الخارج لبعض الأعمال وسيعود بعض أسبوعين من الآن ، وصلا إلى المطعم وأمضت معه وقتاً جميلاً هناك وكانت تشعر أنها كالفراشة تحلق فى السماء من فرط السعادة وأوصلها أكرم إلى منزلها وقبل يديها قبل أن تنزل من السيارة وشعرت بالخجل ولكنها لم تعترض فهو فى القريب العاجل سيكون زوجها  وصعدت للمنزل ولم تستطيع أن تجلس معهم لشعورها بالأرهاق ونامت حسناء وهى تمنى نفسها بزواج جميل سعيد ، إستيقظت حسناء كعادتها فى الصباح وتوجهت للبنك وصار اليوم رتيباً مملاً ولا جديد فيه ولكنها تعجبت فأكرم لم يتصل عليها ولم تراه فى هذا اليوم وقالت لنفسها سأنهى ما معى من تقارير وسأتصل عليه وانهمكت فى العمل ومر الوقت سريعاً وفجأة وجدت أكرم أمام مكتبها ولكنه يرتدى قميصاً و بنطلون جينز على غير العادة فسألته هل أنت مأمورية اليوم لانك لا ترتدى ملابس العمل يا أكرم رد عليها وهو يتحدث فى حزن لا يا حسناء لقد كنت مع والدتى فى المستشفى اليوم وخرجت وقومت بتوصيلها للمنزل ولن أستطيع البقاء أكثر من هذا ، قالت له ماذا حدث هل هى بخير الآن ؟ قال أكرم إنها بخير يا حسناء ولكنها كانت تريد أن تراك وكنت أعد مفاجأة لك وكنا سنقابلها فى أحد الأماكن العامة فى الغد ولكن الآن لن أستطيع لأنها فى المنزل تأثرت ملامحه بشدة وهو يحاول إلا تنزل الدموع من عينيه وتأثرت كثيراً حسناء لحاله فقالت له سأذهب معك فى الغد لكى أراها يا أكرم لأنها مثل أمى غدا بعد العمل سأذهب معك لنراها قال لها أكرم أشكرك يا حسناء وسأنتظرك فى الغد أمام البنك لنذهب سوياً وسأقوم بتوصيلك للمنزل بعد ذلك وودعها بقبلة فى الهواء فابتسمت وتركها وخرج من المكتب وسرحت بخيالها وهى تتخيل نفسها مع أكرم فى منزلهم وهما يتبادلان الكلمات الرومانسية والأشواق الدافئة ولم تستغرق فى التفكير كثيراً وأكملت عملها حتى انتهت ونزلت للعودة لمنزلها وقبل أن تخرج نظرت لمكتب أحمد فوجدت المكتب مفتوحاً وهو لا يزال هناك وفكرت أن تعود لتخبره إن كان يريد شيئاً ولكنها تراجعت عن تفكيرها وخرجت لتستقل سيارة أجرة  لتعود لمنزلها ومر اليوم كسابقه لا جديد ولم تخبر والديها عن مرض والدة أكرم وفى الغد ذهبت للعمل ومر الوقت سريعاً وفى نهاية اليوم أتصل بها أكرم ليخبرها بأنه سينتظرها أمام البنك للذهاب إلى والدته لرؤيتها  فالت له أمهلنى بعد الوقت سأنتهى من عملى وأتصل عليك أو إنتظرنى فى الرابعة أمام البنك قال لها سأكون فى الميعاد يا حبيبتى وأخد يتغزل فيها لبضع دقائق ولما تتمالك نفسها من فرط جمال كلماته وشعرت بالخجل الشديد وأغلقت الهاتف بعد أن ودعته وعادت لتكمل عملها وأنتهت من عملها ونزلت لتجد أكرم يقف فى إنتظارها أمام البنك فركبت كالعادة معه فى السيارة ولكنها لا حظت تغييراً فى ملامح وجهه فسألته ماذا بك أراك على غير عادتك ؟ رد مسرعاً لا شيئ فأنا لم أخذ راحتى فى النوم فقط يا حبيبتى وانطلقا بالسيارة وأخرج من درج السيارة علبة من العصير وأعطاها أياها لتشربها فأخذتها منه وهو يبتسم لها وبدأت ترتشف من علبة العصير وشعرت ببعض الدوار فقالت لأكرم أنا اشعر ببعض الدوار ماذا حدث لم أكن هكذا اليوم ؟ قال من الممكن أن يكون إرهاق العمل أستندى إلى كرسى السيارة واغلقى عينيك قليلا حتى نصل للمنزل وسأقوم بإيقاظك قبلها لم تكمل كلماتها وراحت فى نوم عميق .
  • استيقظت حسناء وهى تشعر بصداع شديد فى رأسها ولا تكاد تتذكر شيئ سوى إنها كانت مع أكرم فى السيارة ونظرت حولها لتجد نفسها فى غرفة كبيرة وهى ترقد على فراش كبير ونظرت فى دهشة ممتزجة بالقلق لما حولها ونظرت لنفسها فوجدت نفسها قد تجردت من ملابسها كاملة وهناك شخص ينام بجوارها نظرت لنفسها ولملابسها الملقاة على الأرض بجوار الفراش وهى لا تكاد تصدق نفسها ما هذا ما الذى يحدث؟ هل أنا فى حلم أم ماذا ؟هزت الشخص الذى بجوارها فوجدته أكرم وقد تجرد من ملابسه هو الآخر وفجأة شعرت بألم شديد فى جسدها ونظرت لنفسها وصرخت فى بكاء شديد ماذا فعلت بى ؟ ما الذى حدث  فجأة وجدت الباب قد فتح ودخل منه رجلان وهما يبتسمان أبتسامة الذئاب وهى لا تزال لا تصدق عينيها ماذا حدث كان أكرم قد استيقظ من نومه وقال لها لا يوجد شيئ يا عزيزتى لقد كانت حفلة صغيرة وكنت أنت ضيفة الشرف فيها  وضحك فى شماتة وخسة وهى تصرخ وتصرخ قال لها لن يفيد صراخك فالغرفة مصممة بحيث لا يسمع من بالخارج ما فيها ردت عليه ماذا فعلت بى أيها الحقير؟  قال لها لقد أخذت منك ما أريد والآن أصدقائى يريدا أن يكملا الحفل معك وقام من  الفراش وتركها مع الرجلين وهى تصرخ وتصرخ ولكنهما شلا حركتها ولم تستطيع المقاومة أكثر من ذلك وفقدت الوعى ولم تشعر بأى شيئ بعدها .
  • كانت تلك الذكريات المؤلمة كلها تمر فى بالها والدموع تنهمر من عينيها وهى فى السيارة التى يقودها أكرم وصديقيه وتوقفت السيارة فى مكان مقفر ونزلوا وقاموا بأخذها من السيارة ودخلوا لمنزل متهدم من طابقين ولا يوجد فيه سوى بعض الأثاث القليل وكانه كان معد ليكون مخزن أو ما يشابه ذلك وقال لها أكرم سأتركك هنا لتفكرى جيداً أنه لن يُجدى أن تبلغى أى شخص بما حدث لك لأنك وأمام الجميع خرجت معى من البنك وأنا أخبرت كل الناس أنى قد أرتبطت بك فى البنك وأن حاولت فأنا عندى الكثير من الصور والفيديوهات التى قمنا بتصويرها وأنت معى و ضحك فى شماتة وتركوها فى حالة إعياء شديدة وخرجوا بسرعة وسمعت صوت السيارة وهى تخترق صمت الليل وبدأ سكون كبير فى المكان حاولت أن تستجمع قواها لتخرج من هذا المكان ولكنها كانت فى حالة إعياء شديدة جلست قليلا وبدأت تفكر ماذا ستقول لأهلها وماذا ستفعل بعد أن ضاع منها كل شيئ؟  وتمالكت نفسها وخرجت من المنزل وكان المكان موحشا وبعيداً عن الطريق ولكن بعض أعمدة الإنارة القليلة كانت تضئ الطريق وكانت تتحامل على نفسها وهى تمشى فى هذا البرد والجو موحش جدا ولم تدرى كم مضى من الوقت حتى وصلت لأقرب طريق وانتظرت حتى مرت سيارة واستوقفتها وطلبت من السيدة التى تستقل السيارة أن توصلها لأقرب مكان لتذهب إلى دعاء صديقتها وحينما وجدتها على هذا الشكل اشفقت عليها  وقامت بتوصيلها إلى منزل صديقتها وشكرتها حسناء كثيراً وصعدت لصديقتها دعاء فى هذا الوقت المتأخر وكانت وحدها فى هذا اليوم فدخلت وهى منهارة تماما وأدخلتها دعاء لحجرتها وهى متعجبة من شكلها وتسألها ماذا حدث لك ؟ارتاحت قليلا حسناء وقامت بإخبارها بكل ما حدث منذ أخذها أكرم بالسيارة وحتى تركها فى المخزن القديم وهى تبكى فى شدة لا تعرف ماذا ستفعل هدأتها قليلا دعاء وقالت لها لتتصلى بالمنزل عندك أولاً وأخبريهم بأى شيئ وأنك ستبقى معى هنا اليوم ولن تعودى للمنزل لنفكر فى حل لهذه الكارثة يا حسناء قامت بالفعل بالإتصال بالمنزل وأخبرتهم أن دعاء صديقتها مريضة وأنها ستبقى معها اليوم وافقت والدتها ولكنها شعرت فى صوت ابنتها بشيئ غريب وسألتها عن حالها فأجابت حسناء أنها بخير ولا يوجد شيئ يا أمى لا تقلقى وأغلقت الهاتف بسرعة، ولم تتمالك نفسها وراحت تبكى ودعاء تحاول تهدئتها وطلب منها أن تقوم لتأخذ حماما دافئا لتغير حالتها المتعبة وتغير ملابسها المتسخة بالفعل قامت لتغتسل وتغيير ثيابها من ملابس دعاء ونامت من التعب ولم تذهب فى اليوم التالى للبنك واتصلت لتخبرهم بعمل إجازة لها لمرضها وجلست مع صديقتها لتفكر فى حل لهذه الكارثة وأخبرتها دعاء بانه لابد من الإبلاغ عنه ولكنها خافت من الفضيحة والعار الذى سينتظرها هى وأهلها وخصوصا أنها لم تخبرهم بأنها ستذهب معه لرؤية والدته ساد الصمت طويلا بينهم وفجأة ظهر أحمد أمامها فقامت بأخذ الهاتف من دعاء وأتصلت عليه وطلبت منه أن تقابله لأمر ضرورى وافق أحمد على الفور دون أن يتكلم لأحساسه بحاجتها له من نبرة صوتها ونزلت لتقابله فى مكان بالقرب من البنك وحينما رأها تعجب من شكلها وسألها ماذا حدث أخبرته بكل شيئ والدموع تملئ عينيها فهدأ من روعها وحاول أن يسيطر على إنفعالاتها وقال لها أننا فى مكان عام يا حسناء حاولت أن تخفض صوتها وتمسح دموعها وأخبرها أنه حاول نصيحتها والتكلم معها عن أكرم وأنه ليس الشخص المناسب لها ولكنك لم تعطينى الفرصة لأشرح لك أى شيئ ولكن ليكن لن نتكلم فى ما مضى، تعالى معى سنذهب لفسم الشرطة لتحرير محضر بما حدث ولا تخافى لن يفعل لك شيئ بما يقول انه قد يفعل إن أبلغت عنه لأنه أجبن من فعل هذا وجدت نفسها تمضى معه دون أن تتكلم ووجدت نفسها تقول هذا الشخص الذى رفضته وهو الوحيد الذى سيقف بجوارى يا لى من غبية، ورفعت صوتها أشكرك يا أحمد كثيرا لم أكن أعرف قدرك وأعتذر لك كثيرا ، لم تكمل كلماتها لأنه وضع يده على فمها وقال لها لا تتكلمى لننهى أولا هذا الأمر وبعدها لتقولى ما تشائين  وصلوا لقسم الشرطة وهناك قابلت الظابط المتواجد هناك وشرحت له كل ماحدث بالتفصيل وعن المكان الذى كانت فيه وطلب منها بعد البيانات وأتفقوا على عمل كمين لهذا الحقيربعد عمل بعض التحريات عنه ليكون عبرة لأمثاله، وخرجا سويا من قسم الشرطة وراجع معها ما تم الأتفاق عليه لإيقاع أكرم فى يد الشرطة والنيل منه لينال جزائه على ما فعل وقام بتوصيلها للمنزل ودخلت حسناء تحاول ان تتماسك كى لا يظهر عليها أى شيئ ولكن قلب الأم لقد شعرت بأن هناك شيئ فى ابنتها فقالت لوالدها حسناء يبدوأن بها شيئ ما ولا تريد أن تخبرنا به ، قاما سويا لغرفتها وطرق الباب عليها فردت ثوانى وفتحت الباب فوجدت والديها أمامها فارتمت فى أحضان أمها وهى تبكى بشدة وقالت لها أمها ماذا بك يا حسناء أخبرينى ؟ أخبرتهم بكل شيئ وبكل ما حدث من أكرم معها وعن إبلاغها للشرطة لم يستطيع والدها تمالك نفسه فجلس مكانه وهو يحدث نفسه والأم أخذت تبكى على ما حدث لأبنتها وحسناء تبكى هى الأخرى وقال لها والدها سيكون الحساب عسيراً لك ولكن لننتهى من هذا الأمر أولاً وبعدها سنرى يا حسناء ،وتركوها فى الغرفة وهى لا تزال تبكى ورن هاتفها وكان أحمد يطمئن عليها ويحاول ان يذكرها بما اتفقا عليه لأنه فى الغد سيكون اليوم الفاصل للقبض على أكرم بعد أن يتم التسجيل له فى مكتبها قالت له: انا مستعدة يا أحمد وفى الغد سيأخذ جزائه هذا الحقير إن شاء الله وسيعطينى ربى حقى منه وشكرته كثيرا وأغلقت الهاتف ونامت وفى الصباح أرتدت ثيابها وأتجهت للبنك وقابلها أحمد فى البهو وأشار لها أن تأخذ حذرها ليكتمل ما يخطط له ودخلت مكتبها وبعد أن هدأت أتصلت بمكتب أكرم ولم يكن هناك على مكتبه فأخبرت زميله أنها تريده فى أمر مهم وأغلقت الهاتف وبعد ساعة وجدته أمامها وهو يدخل إلى المكتب ويغلق الباب خلفه ويقول لها ساخراً : لم أتوقع أن تأتى مرة أخرى للبنك ولكن أنا أحذرك إن فكرت فى الإبلاغ عنى فأنا عندى الكثير من الصور كانت قد شغلت جهاز التسجيل فى حقيبتها ليسجل كل ما يدور من حديث بينهم بعد أستئذان النيابة فى هذا بالطبع ردت عليه بسرعة ألا تخاف من ربك كيف تجرأت على فعل هذا ؟ هل أنت سعيد بما تفعله هل الفتيات شيئ سهل أمامك لتفعل هذا بهن ؟ ضحك ساخراً وقال لها لست الأولى ولن تكونى الأخيرة واحذرك مرة أخرى فى الإبلاغ عنى وأقترب منها فى شكل مستفز وقال : وما رايك أن تأتى معى اليوم لنقضى وقتا سعيدأ سويا فى شقتى حيث كنا سويا منذ أيام ، وضحك وقام من مكانه لينصرف ولكنه فؤجى برجال الشرطة تدخل المكتب وتلقى القبض عليه وأحمد معهم وقال له الظابط  لقد وقعت أيها الخسيس وكل كلمة تفوهت بها تم تسجيلها وسيكون السجن هو الرادع لك أنت وأمثالك كى لا تسول لك نفسك فعل هذا مرة أخرى ، انهار أكرم فى المكتب وأعترف بما فعله وأخبر عن صديقيه وعن أماكن الصور والفيديو الذى قاما بتصويره معا  وخرج مع رجال الشرطة وقال الضابط لها ستأتى معنا لننهى هذا المحضر يا أنسة حسناء أومأت برأسها بالإيجاب وقامت لتخرج معهم وخرج أحمد معها وذهبا للقسم وأتموا باقى الإجراءات وبعدما خرجوا من القسم طلب منها أحمد أن يقابل والدها وأنه لا يزال يحبها ويريدها حتى بعد ما حدث وهنا فرحت كثيرا حسناء وكانت فى قمة السعادة ونسيت فجأة كل ما حدث وذهب معها ليقابل والدها وطلب يدها وأخبره أنه مستعد لأى شيئ لتكون معه شريكة لحياته وانه يعلم جيدا ماحدث معها ويقبل بكل شيئ لأن الحب يفعل الكثير بالأنسان وهو يحبها ولا يريد سوى إسعادها ، وافق الأب على الزواج وأتموا مراسم الزفاف و بعدها بأيام قليلة سافرت معه لقضاء شهر العسل ومرت الأيام والأيام ورزقهم الله حياة سعيدة نسوا فيها كل الماضى الأليم وكانت دائما لا تدخر جهداً لتسعد أحمد لما فعله ولا يزال يفعله من أجلها وصارت الحياة بهم لأفضل ما يكون وأتممها الله عليهم بالذرية الجميلة
  • النهاية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.