القطار للشاعر اشرف الكيلانى
كالغيث اغاث من انتظروا*بعد طول جدب واقفار
لذا له نسبة للقطار وهو *جناس بين قطار وقطار
اتى وله نفير منذر*ليصحو ذو غفوة وسكار
وعدا الى زواره كانه *ترجمان بمتحف الاثار
فصحا من كان مصطبرا*وتسلى بالصبر عن الاوطار
سمع نفيره فهش قلبه*وايقن بالخير بعدالانتظار
كسفينة عبابه من حديد*فواعجبا لقضبان من بحار
عرباته كبيوت اهل القرى*تلاصقت حبالكن على اسفار
وكل ركب فوق مراكبه*وركبه فى بطن حشا ومرار
اشبه الانس ففى مخازنه*جنين ود الخروج بعد حصار
ومراحل العمر مثل مراحله*ولكل منزلةملامح الاطوار
وكلمايقطع شوطا من اشواطه*كمن بدل ازارا بالازار
فان قر فى محط وصوله*كذى شيبةقد استعد للاقبار
وفى كل مرحلة تصعد زمرة*كانها فراش على الازهار
وتهبط افواج منه مثلما*هوى بالارض يانع الاثمار
ويسير على الطريق المستقيم*مطبوعا على هدى المسار
وله موعد ليس يخلفه*فمطل الوعد شيمة الاشرار
حديد ولكن بخلاق لين*بقدومه علائم استبشار
توهم الركب ان ماحوله*يسير معه كصحبة الايثار
وما ذاك الاخداع النظر*وكم من خدعة فى مقلة الابصار
وتلك مثل بنيات الطريق*نصبت شباكها بمنهج الابرار
فطريق الانسان مثل طريقه*معبد مرسوم من الاقدار
فليتنا مثله فى استقامته*وجلده فى مسالك الاسفار
وليتنا مثله فى بره*بالوعد فى هيبة ووقار