((أخلاقنا ياعرب))
بدربِ الجودِ كمْ كَثُرَتْ خُطانا......ولم نعرفْ أخي درباً مهانا
لنا دونَ الخليقةِ قولُ صدقٍ....ولم نكذبْ ولم نخدعْ سوانا
ولم نقبلْ سوى الإنصافِ ديناً.....وكم نعفو ونعذِرُ من عصانا
ولم نعرفْ سوى الحقِّ طريقاً....ولم نظلم مدى الدهرِ أخانا
ولم نبخلْ بما ملكتْ يدانا.....ويعرفُ جودنا من قد رآنا
تراثُ الأقدمينَ وكم حفظنا.....ولم يعهدْ لنا غدراً عِدَانا
وصرحٌ باذخٌ في الأرضِ عالٍ.....ونُعليهِ ولم ننظرْ ورانا
فذي أخلاقُنا والخلقُ يدري.....ومن عابَ النجومَ فقد هجانا
وايمُ اللهِ ما عشنا سنبقى.....شموسَ الكونِ ننفعُ من سوانا
وما كانتْ لنا شِيَمُ الأراذلْ....وطبعُ اللؤمِ جاوَزَنا وبانا
ولم نمشِ بوجهينِ فإنَّ....رسولَ اللهِ عن هذا نهانا
وشرُّ الناسِ ذو الوجهينِ حقَّاً.....ومادحُنا وإنْ غبنا هجانا
ولم نحللْ مكاناً إلَّا حلَّتْ......نسائمُنا وطيَّبْنا المكانا
ولم ننزلْ بأرضٍ إلَّا جَلَّتْ.....وخلدْنا لها ذكراً وشانا
وإنْ نضحكْ فلم نضحكْ رياءً......ولكنْ من صميمِ القلبِ كانا
وإنْ ننطقْ فلم ننطقْ بمَيْنٍ.....وإنْ نمدحْ فلا مالٌ دعانا
وإنْ نهجُ هجونا أهلَ لؤمٍ.....وإنْ نحمدْ كريماً لن يُهانا
وكم غاظتْ صراحتُنا أُناساً....لئاماً ما أتوا إلَّا مُشَانا
فلمْ ننزلْ بأرضٍ إلَّا سُدْنا......وهذا حظُّنا من قبلُ كانا
وما ذنبُ الفتى أنْ كانَ رأساً.....وكانَ الضدُ ذيلاً هل عنانا
مدحت عبدالعليم الجابوصي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.