رجال من اريحا
نعم هناك رجال من مدينة القمر اريحا احبوها عشقا و اعطوها الروح فداءً منذ نعومة اظافرهم و بقوا على العهد حتى وفاتهم و خلفوا وراءهم خلفا من اطيب الناس و اكرمهم ترى فيهم الصورة الكنعانية القديمة من شعب الجبارين الذين سكنوا اريحا او اريحو كما تعرف بالكتب القديمة ذات الرائحة الطيبة و باهلها اطيب ولهذا احبوها الملوك و الاباطرة و عشقتها الملكات بجنون المحبة و على مدار الزمن و هذه المدينة العظيمة تلد ابطالا و شخصيات يشار اليها بالبنان و من هذا المنطلق الرائع و العظيم قررت ان اكتب عن رجال البلد - اريحا - لعدم ذكرهم من ضمن تاريخ رجال فلسطين لاسباب كثيرة لا اريد ان اذكرها ولكن مناهل التعليم و الريادة كانت قليلة جدا واما الان فتحت على مصرعيها و ها هم اولادها يركبون سفين العلم بمختلف التخصصات و ها هم يثبتون من جديد انهم قُمُرٌ في ميادين الحياة اليسوا من مدينة الفمر ما اروعكم احبتي يا شبابها الاجمل المعطر بعطر ورد الياسمين و التمر حنه و ازكى من تمرها الذي غزى العالم واحلى من برتقالها و ليمونها ااااه ما اروعكم يا عروق النعنع الريحاوي .
اليوم ساكتب عن فارس نبيل بشهامته و باخلاقه هذا الفارس يعد من فوارس مدينة القمر بحثت عنه حتى حان موعد اللقاء مع ابنه وبدون موعد وعلى الهاتف الجوال تحدثنا عن والده الفارس و المرابط حتى وافاته . و اتفقنا على ان يرسل سيرته الذاتية التي لا اعرفها , المخفية عن كثير من اهل البلد - اريحا- و خاصة شباب اليوم و جاءت البشارة بكتابة الحبيب عن والده بكل صدق و شفافية وقال اسم والدي هو :
الشيخ المناضل سلامة محمد سلامة حسين البراهمة .... اكيد عرفتموه و عرفتم هذا الفارس و المناضل و الشيخ العم ابو احمد كبير القدر قوي العزم وجليل الفؤاد بالاسلام هذا الرجل الكريم من مواليد العقد الثاني للقرن العشرين في عام 1916عام التغيرات العربية بعد الحرب العالمية الاولى واهم حدث اطلاق رصاصة الثورة العربية من مكة على يدي الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه.
ولد هذا الرجل الفارس في مدينة القمر اريحا في بيت ابيه و تربى بين احضان والديه فتعلم الطاعة و المحبة و الاحترام و التواضع و قواعد الاسلام الى ان درج في مدارج اريحا بين بساتينها و قنواتها و بين اشجارها و التحق بالدراسة عند شيخ المسجد فعرف القراءة و الكتابة الى ان اصبح شابا قوي البنيان التحق مع الثوار عام 1936 مع رفاق له وهم محمدرمضان ابو رومي و سالم عبدالله البراهمة وغيرهم من ثوار اريحا و كان لهم شأن عظيم الى ان القي القبض عليهم من قبل المستعمر الانجليزي فحكم عليهم بالاعدام فهبت عواصف اهل البلد على الانجليز فخفض العقوبة الى السجن مدى الحياة وثم افرج عنهم في الاربعينات بالعفو من قبل المندوب السامي البريطاني فعادوا لمدينة القمر فتزوج ورزق بالبنين و البنات منهم احمد الكبير الله يرحمه و محمد و اخرون
ويعتبر العم ابو احمد من موظفي بلدية اريحا و من ثم وزارة الشؤون البلدية و القروية حتى احيل على التقاعد بعد نكبة 1967 فخرج مع من خرجوا من مدينة القمر فسكن مع اولاده في مخيم الطالبية الذي بناه شاه ايران للنازحين و للاجئين الفلسطينيين فالتقى مع رحمة والدي ومجموعة من اهالي اريحا و القدس فشكلوا المخترة فكان العضو الرئيس فيها حيث والدي اصبح مختارا و هو العضو الاول اي النائب فقاما بخدمة الناس و وتوزيع عليهم البيوت و الاثاث من قبل الايرانيين بكل امانة و كان دائما معا اخوة واكثر من اخوة .
وفي عام 1974 رحل الى عمان هو واولاده لان معظم الناس اعمالهم في عمان و من الصعب ان تجد مواصلات مع مغيب الشمس لهذا اضطر كثيرا من اهل المخيم الرحيل للعاصمة .
فالعم ابو احمد رحمه الله يعتبر من رجال الاصلاح ذات البين لحكم مركزه و لانه وجه من وجوه اريحا و وجه عشيرة البراهمة و كذلك من وجهاء اهل المخيم قبل 1974 و من صفاته الطيبة و الحلم و سعة الصدر لم اشاهده في يوم من الايام غضبا ودود ورحيم مع اهله و مع اهل بلده و كما يقال لايخرج من فاه الا المسك و العنبر و مستمع لما يدور من حديث و يحاور بادب و ليس بالضعيف و بالهين قوي بمنطقه يقنعك بكلامه
الم اقل لكم اني ساكتب عن فارس نبيل وهذه هي صفات الفارس كما تعرفون رحم الله العم ابو احمد - سلامة محمد سلامة البراهمة - رحمة واسعة و اللهم هذا الرجل المؤمن كان اخو فزعة و اخو لهفة لكل من يقرع باب داره ارحمه و ادخله جنتك التي وعدت بها الصالحين من عبادك اللهم اشهد انه من الصالحين ...
د مثقال القاضي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.